..
خطفتني عبارةُ هذا الشاب الملتحي ،
خطفتني عبارةُ هذا الشاب الملتحي ،
الذي يضعُ رؤيةً جديدةً بسندٍ قديم،
ويرسم خططًا، ويخطط لمشاريع
على كافة الأصعدة،
واللغط كثير، والاستبشار كبير ،
والمخاوف متعددة؛
لكن جملته انتشلتني من كل هذا،
.
نعم نعودُ والعودُ أحمدُ ..
للثبات على القيم ، واحترام الآخر أيًّا كان مذهبه وعقيدته ولونه وهيئته وأصوله ،
للتأثير التلقائي بعمق ،
لإثارة الدهشة والتساؤلات وإبهار العالم من حولنا ،
نعود لنكونَ كما كنا دائمًا قادةً للبشرية ورسلًا للسلام، وبناةً للفضيلة في كل مكان نصل إليه ،
مهاجرين وفاتحين وعلماء و تُجّار ..
في الخطاب العالمي الذي وجهه سيدنا وشفيعنا وإمامنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أول خطبةٍ يلقيها عند دخول المدينة المنورة خطب فيهم بقوله : أيها الناس ….
كان خطابًا عالميًا لم يحدد فئةً أو جماعة يجوبُ الآفاقَ ليؤسس لبناء المجتمع المدني المتمدن المتحضر ويضعَ لبنةَ السورِ الشاهق السمو والرفعة لصيانةِ الأفرادِ والمجتمعات
و إرساءِ أمر الحصانةِ الذاتيةِ الآمنةِ الواعيةِ المدركةِ لحيويةِ العلاقاتِ بين الناسِ والشعوبِ والأمم ، وضبطها بضوابط السلام وحسن المعشر والجوار؛ فبدأ خطابهُ الكوني
بأفشوا السلام !
كما أنه في هذا الخطاب الأممي رسّخ فكرة الشراكةِ المجتمعية، وقدمها في أعظم صورها وهي إطعامُ الطعام ؛ حيث المشاركةُ تأخذُ شكل الودِ واللطفِ والمسؤوليةِ في تقاسُمِ الزادِ الذي هو حاجةٌ أساسية من حوائج الإنسانية الفسيولوجية والحيوية، ونحن شركاء في هذا الإحتياج المُلح لنا ؛
ولذلك دعا إليه نبي الرحمة بعد إفشاء السلام فقال: وأطعموا الطعام ؛ فلا يمكن لأحد أن يهنأ بطعام ومن حوله جياع ولا ينبغي أن يوجد بين المنعمين بالشبع ووفرة الأطعمة من يتضور جوعا ،
ثم ترك أمر العلاقة مع الله سرًا مقدسًا بين العباد وربهم، تلك العلاقة الوثيقة الصِّلة والتي يخلو فيها المرء بربهِ بعيدًا عن أعين المراقبين وترصدِ المترقبين، نائيًا بها عن إحسان الظن أو إساءته فهي سرُّ القلوب التي اتصلت بالله ،
فهداهم بهدايةِ ربه للصلاة والناس نيام .
نعم كانت هذه قواعد الانفتاح على الآخر
سلامًا ومشاركةً وارتقاءً روحيًا
وسموًا ذاتيًا بالنفسِ باتصالها بخالقها بشكل خاص وسري له قداسةُ المتبتلين والمتحنثين.
في عصور الاسلام الذهبية كان منهجنا
هو هذا المنهج المباشر، اليسير ،الممكن؛
لاكتساح العالم وإبهاره ولفت نظر القلوب
قبل الأبصار لكل من يعيش بهذا الدستور السماوي والمنهاج الشرعي والناموس الكوني
انطفأ بريق المسلمين حين ابتعدوا عن روح الاسلام وأصبحوا مسلمين هويةً لا سلوكًا وعملا، لكن نورانية الإسلامِ لم تنطفيء
ولن يبهتَ بريقهُ فهو دريُّ الرسالةِ
وكل من ثمثل به كما هو وليس كما يهوى
سيكون وهاجًا ساطع النور لافت الإشراق
…
حين قال محمد بن سلمان
( نحن فقط عدنا كما كنا )
أخذني إلى أمجاد أمتنا الإسلامية
لعلومها ،وتاريخها ، وأدبها ، وآدابها
أخذني حيث الإنسان محفوظ الكرامةِ لكونهِ إنسانًا وليس لأي اعتباراتٍ أخرى ..
هذا الإنسان خلقهُ الله بيده ونفخ فيه من روحه فأي كرامةٍ له وأي تكريم يناله !
أخذني..
حيث القيمةُ للعلمِ والأخلاقِ والفضيلةِ
والعملِ الجاد لعمارةِ الأَرْضِ التي استخلفنا الله فيها وليس لنصب مقصلةِ الحساب قبل يوم القيامة وتنصيب ذواتنا الضعيفةِ للحكمِ على أمثالنا من النَّاسِ وممارسةِ الظلم والاستبدادِ والاستعباد.
لترك بياض القلوب ونقائها لله فهو وحده المطلع عليها
فأمير المؤمنين الفاروق،
ابن الخطاب عمر كان يقول إنما أحكم بالظاهر وعلى الله السرائر وهو الذي كان يفر الشيطان من طريقه و أحد المبشرين بالجنة وقد خط الدمع في وجهه خطين أسودين لكثرة بكاءه ومع هذا لم يعطِ نفسه حقّ الحكم على ما خفي من نفوسِ البشرِ وما تحملهُ قلوبهم من تقوى وإخلاص وتركَ سلوكهم وظاهرهم هو الفيصل بينهُ وبينهم
إضاءة:
أتركوا محاسبة الناس لرب الناس
وعليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضَل إذا اهتديتم .
وفاء سالم الغامدي
نحن فقط عدنا كما كنا – هو كذلك فنحن فقط كنا لا نسمع الا الصوت العالي -نحن من سمح لهم- للتشدد فكراً وقولاً وعملاً ،وكأنه المنهج السليم والطريق المستقيم ،وكأنه الرأي الأوحد ،وكأن الإسلام حتى في عصره الذهبي كان ذو نهج واحد في سياسة الناس وفقه المعاملة، غابت أو غُيبت كل الآراء وضُيقت كل المساحات والفضاءات التي سمى بها دين وسع كل شيء ،لكن لابأس فقد عدنا والعود أحمد
شكرا استاذة وفاء مقال في وقته تماماً..
ما اجمل اذا كانت العين التي تبصر شريكة مع العقل المفكر وكلاهما مأموران من قلب سليم وجداني انساني يحمل مع كل نبضة مصدرا للخير والحب والسعادة للانسانية التي كرمها الله ورسوله ..هنا تتفجر القدرات والعطاءات لكل من حوله بعيدة عن حب الذات والانانيه عنوانها السماحة والتكريم والاحترام …
هذا ما يضيء به حرفك استاذه وفاء الحرف المتوهج بوعيه ليسلط الاضواء على المستجدات الحكيمه التي تحمل كل الحيوية والخيريه للانسان الذي كرمه الله …
لك ولنا الفخار ان نعيش ببلد طالما جعله الله قبلة للمسلمين ومصدر عزتهم وكرامتهم ومحل اعجاب للبشرية جمعاء …
دام عز الوطن بارضه وشعبه وقيادته هذا ما تهتف به القلوب وتتطلع اليه العيون…
بورك قلمك وحرفك استاذتنا وفاء واننا ننتظر منك ومن امثالك مزيدا من العطاء..
الله الله الله
مشبع حتى التخم هذا المقال الرائع والمتميز شدني من اول كلمة لآخر كلمة
مبدعه كعادتك يا وفاء وانار الله طريقنا بكل خير ويسر
وننتظر منك المزيد من الكتابات ?❤
كلمات رائعة ياوفاء
ماشاء الله
أبدعتي??
سلمت يمينك ياوفاء
جميل لا فض فوك ونسال الله ان يهدينا للحق ويرزقنا اتباعه ??
ماشاء الله
بوركت جهودك ??❤
لا تعليق .. من شدة الاعجاب بما قاله محمد بن سلمان
مقال مبهر أستاذتي وفاء
يالله كم نشتاق لاسلام ما قبل المذاهب
لقران ما قبل التفاسير
لمحمد ما قبل السير
مبدعة ويحدونا التفاؤل مع الامير محمد أسأل الله أن يسدده ويحقق أمانيه وأمانينا
سلمت وسلم عقلك وفكرك وقلمك