..
كلتاهما عينان في رأس، بقعتان حبيبتان في وطن حبيب، شهدت الأولى ميلاد الأمل السعودي الكبير(ARAMCO) وشهدت الثانية ميلاد الأمل السعودي الجديد(NEW-M) وكلتاهما قبل ذلك موطن مجد انساني عريق، فالأولى إن لم تكن أول محاضن اكتشاف الفخّار فهي من أوائلها، والثانية شهدت ميلاد الحرف الحِسْماني وأول كتابة عربية ترتبط فيها الحروف ببعضها، وكلتاهما أخيرا تغنت بهما الشعراء فأثرتا المدوّنة الشعرية العربية.
في شرق الصُمّان انطلق الأمل السعودي وأرامكو سويا، ورغم المحاولات الكثيرة الفاشلة إلا أن الأب المؤسس لم ييأس، لم ييأس الملك عبد العزيز لأنه معنيٌّ بمملكة مترامية الأطراف مواردها شحيحة، ولم ييأس لأن البترول قد اكتشف من حولنا فما الذي يمنع من اكتشافه عندنا؟ نجحت التجربة بعد الصبر وتدفق بترول الدمام وخرجت من رأس تنورة أول شحنة في طريقها للأسواق العالمية.
فتح الله على شباب البلاد فلم يكتمل العام حتى كان عدد الموظفين السعوديين فيها أكثر من ثلاثة آلاف مقابل أقل من خمسمائة من غير السعوديين ليصل عددهم (في 2007) الى خمسة وأربعين ألفا مقابل أقل من سبعة آلاف من خمسين جنسية غير سعودية، وطفقت أرامكو تعمل على تطوير موظفيها وأدواتها ومشاريعها التي امتدت أيضا لتشمل المجتمع المحيط بها فأنشأت المدارس وسيّرت حملات الرعاية الصحية، وانشأت محاضن ثقافية مثل مجلة قافلة الزيت وقناة الظهران أول قناة تلفزيونية عربية في منطقة الخليج.
الان تتخلق أمام أعيننا أرامكو أخرى، أرامكو العصر التي تختلف عن أرامكو الأولى في الوسائل وتتفق معها في الغايات، نيوم المستقبل الجديد، الأمل الذي يتربع على هضبة حِسْمَى ويرعاه الحفيد محمد بن سلمان، الأمل الذي سيتفتق عن أكثر من أرامكو تعطي تنوعا في الموارد التي ظلت تحت رحمة البترول قرنا من الزمان، وتوفر فرصا وظيفية بمئات الآلاف وتحقق أمانا اقتصاديا يتفيأ ظلالها الشعب السعودي قرونا قادمة بمشيئة الله.
أجدت وأفدت كعدنا بك ، وبمشيئة الله أن هذا المشروع على قدر الطموحات التي ينشدها ولي العهد وآمال الشباب .