..
لا أتحدث عن المستقبل الفردي؛ لأن الفرد جزء من الجماعة وهذه الجماعة في اعتقادي هي التي يجب أن يهتم بها بالدراسات المستقبلية؛ تلك الدراسات المبنية على أسس ونظريات علمية وبحثية متقنة ومقننة، ففي هذا العصر الحديث توفرت وسائل وسبل المعرفة الإنسانية؛ لمعرفة ما يمكن أن يكون عليه المستقبل بعد سنوات من بدء الخطة وهنا أطرح مثالا مبسطا وهو : حين نعرف عدد المواليد في سنة معينة فإنني أمام جيل يلتحق بالدراسة بعد سبع أو ست سنوات من تاريخ الولادة وهذا الجيل سيحتاج المبنى المدرسي المهيأ وكل مقومات التعليم والتعلم.
جيل اليوم وجيل المستقبل وأقصد بالمستقبل الرؤية الوطنية والتحول الوطني ومشروع نيوم هم الفئة العمرية الشابة والتي تشكل من نسبة سكان المملكة العربية أكثر من 70% بنوعيه ذكور و إناث، هذا الجيل هو ذاهب للمستقبل والذي رسمت معالمه من خلال الرؤية الوطنية 2030 والتحول الوطني 2020، ومشروع المستقبل “نيوم” لقد كتبت في هذه الصحيفة مقالات تدور حول الرؤية الوطنية والتعليم والنهضة الوطنية واليوم في هذا المقال أركز على أهمية الدراسات المستقبلية؛ ولكن وفق دراسات بحثية متقنة وفق أسس بحثية علمية تقوم بها جهات مختصة ذات ثقة جنبا إلى جنب مع الجامعات في المملكة العربية السعودية.
مستقبل نواتج التعليم والتعلم لدينا في المملكة العربية السعودية تحتاج نظر؛ ولكن نظره ليست ارتجالية يقوم بها وزير ثم ينقضها وزير لاحق، نريد مرجعية علمية ثابته تسير وفق خطط علمية مدروسة، ثم النظر إلى البيئة التعليمة بكل جوانبها؛ فالعملية التعلمية منظومة متكاملة لا يمكن فصلها عن بعض فالمبنى المدرسي، والطالب، والمعلم،
المناهج والمقررات، والفروق الاجتماعية بين منطقة و أخرى يجب أن توضع في الحسبان؛ تلك الدراسات العلمية المأمولة ستخرج بنتائج وتوصيات ثم تطبيقها في الميدان التعليمي.
كل ذلك من أجل أن يذهب هذا الجيل إلى المستقبل المرسوم له ولوطنه و قد هيأ لذلك والتعامل معه، قلت في مقال سابق مازال في الوقت متسع لإعادة النظر في التعليم ومدخلاته ومخرجاته مع ما يتناسب مع الخطط المرسومة من قبل ولاة الأمر.
لنهتم بالدراسات المستقبلية لأن هذا الجيل الشاب ذاهب لذلك المستقبل وتلك النهضة القادمة بمشيئة الله تعالى.
سئل أنشتاين لماذا يهتم بالمستقبل فأجاب : ببساطة لأنني ذاهب إلى هناك.