من الحكم التي تناقلتها الأجيال:(أن من لا يعمل لا يخطئ)، وهي حقيقة نعيشها واقعاً في حياتنا المعاصرة، حيث الطفرة الإدارية والإقتصادية المواكبة لرؤية المملكة 2030، التي بالتأكيد يكون نتاجها نفض لغبار روتين جار عليه الزمن، وهذا ما تطالعنا به صحافتنا المرئية والمقروءة، لقرارات وخطط وبرامج تنموية تعيشها مملكتنا الحبيبة، لتصحيح مسارات حان قطافها لتثمر داخل بيوتاتنا والوطن الكبير، ومن الجميل أن يتدارك المسؤول تلك الأخطاء صغيرها وكبيرها في دائرته، وزارة كانت أو شركة أو مؤسسة ناشئة، لا أن يتفرغ للجدال والقيل والقال، لمواجهة ما يراه الإعلام إخفاقاً مدعوماً بقرائن يلمسها المجتمع واقعا متراكماًً، وبكل أسف تتلاحق الأحداث والحقائق تباعاً، وتزداد المداخلات على قنوات التواصل كافة، وفي إعتقادي جازماً إن لتزاحمها وتناولها المكثف في فترة وجيزة من الزمن في تلك الدائرة، دور في خلط الأوراق والأفكار لدى ذلك المسؤول، وليته كلف نفسه والإدارات المعنية بمتابعة ما تناثر على وسائل التواصل، والعمل الجاد على جلد الذات ومراجعة الخطط والدراسات التي أنفقت عليها تلك الجهة الكثير من الجهد والمال، بما يتواكب ورؤية المملكة الحاضرة والمستقبلية، والمتطلعة لبناء أجيال مثمرة في كل مجالات الحياة، وهنا أسترجع ما سطره الزميل الأستاذ أحمد حلبي في مقاله على هذه الصحيفة الموقرة تحت عنوان (صراحة البلجون)، والذي تناول فيه إقرار مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة بوجود قصور وأخطاء في صحة المنطقة، تم رصدها بعدسة مسؤول الصحة الغيور، والتي هي من وجهة نظري ملاحظات طفيفة إن أخذنا في الإعتبار إتساع المنطقة وترامي أطرافها والكم المهول من مرتادي مستشفياتها ومراكزها الصحية، مواطنين ومقيمين حجاجاً ومعتمرين.
وهنا وقفة إحترام لكل مسؤول ينهج نفس الطريق في سبيل التصحيح، المرتبط بلا شك بما نعيشة من طفرة تطمح للإرتقاء بالخدمات والجهات الخدمية، التي تنفق عليها حكومتنا السعودية بسخاء لا محدود والحمد لله، ومن الغير مألوف والأكثر غرابة، أن يشغل نفسه ذلك المسؤول أو القيادي بمتابعة الصحف اليومية ووسائل التواصل، ليس للإستفادة بما يطرح خلالها من نقد أو نقاشات هادفة، وليته يفعل ذلك لنبارك له جهوده في سبيل تصحيح المسارات لما هو أفضل، ولكن وبكل أسف يطالعنا ذلك المسؤول بإبتسامته العريضة، بالرد الغير مقنع أحيانا على ذلك المذيع أو الصحفي، مرة بالتشهير وأخرى بالتهديد بالملاحقة القانونية وغيرها، متناسيا بأن للصحافة والإعلام دور في كشف بعض الحقائق المغيبة عنه، وأن الإعلام الهادف كافة هو عينه التي تساعده على البحث والتحري لمناحي القصور في دائرته، وليت كل مسؤول يرتقي إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد تفضله حفظه الله بتدشين مشاريع محافظة الطائف، والتي ضمنها حمد الله وشكره على ما ينعم به الوطن من الأمن والسلام والثروات الوفيرة وقال: (كلمة أكررها دائماً، رحم الله من أهدى إليّ عيوبي، إذا رأيتم أو رأى إخواني المواطنين وهم يسمعونني الآن أي شيء فيه مصلحة لدينكم قبل كل شيء ولبلادكم بلاد الحرمين الشريفين الذين نحن كلنا خداما لها، فأهلاً وسهلاً بكم، وأكرر أبوابنا مفتوحة وهواتفنا مفتوحة وآذاننا صاغية لكل مواطن، وشكراً) وختاماً أتمنى أن تشرع صدورنا قبل أبواب مكاتبنا لتقبل النقد الإعلامي الهادف، وأن يتم تفعيل الدور الإعلامي في كل الجهات المعنية بخدمة المجتمع، لتتضح الرؤى والإنجازات في مملكة الخير والعطاء، لا أن يلجأ بعض المسؤولين إلى تكميم أفواه الإعلاميين عندما ينتقدوا الأخطاء التي في داخل أروقة أعمالهم، تارة بالنفي والتضليل وتارة بمقاضاتهم، وبدلا من رفع شعار رحم الله من أهدى إليّ عيوبي، نجدهم يلوحون بشعارات التهديد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احسنت .ا.عبدالرزاق فعلا رحم الله من أهدى ألي عيوبي بارك الله فيك وفي مايسطره قلمك في خدمة الوطن والمواطن سائلا الله لكم التوفيق والسداد ولك تحياتي
صح لسانك
وبارك الله فيك ونفع بك
مقال رائع شكرا جزيلا على سفافية وأهمية الموضوع
فعلا ، للأسف هناك بعض المسؤولين المهووسين بتلميع الذات ويطلبون إبراز انجازاتهم من خلال الإعلام زورا وتدليسا.
سلمت يداك ودام إبداعك استاذي المبجل.
هدف جميل يا استاذ عبدالرزاق