هاني سعيد الغامدي

ولادة متعثرة منذ عامين !!

..
شاهدت من فترة قريبة في تويتر إحدى التغريدات التي تتحدث عن هيئة لتوليد الوظائف ومكافحة البطالة؛ لقد شعرت لحظتها بالأمل والتفاؤل كوني أحد المهتمين بتلك القضية من خلال مطالبتي دوما – في مقالاتي – بان يتم إنشاء وزارة توطين مستقلة لحل تلك المعضلة التي أرهقت أبناء وبنات الوطن.
ومن هنا بدأت رحلتي بالبحث عن الموقع الإلكتروني للهيئة بغرض الاطلاع على التنظيم الإداري للهيئة ومهام أعمالها وإنجازاتها وغيرها من الأمور التي قد تفيد العاطل عن العمل المتشوق لرؤية مواليد الهيئة حتى ينطلق لحياته العملية من خلال تسكينة باحدى الوظائف حديثة الولادة.
لكن للأسف، فقد صدمت بعد أن وجدت صفحة متواضعة فقط للهيئة في موقع (اللينكد إن) وبمجرد إلقاء النظرة الأولى سرعان ماتحول الأمل والتفاؤل إلى إحباط ويأس لعدم حصولي على أي معلومات أو مؤشرات تفيدني بأن هنالك حتى ولو مولود واحد أنتجته هذه الهيئة في العامين السابقين، بالرغم من أن مجلس إدارة الهيئة يعطي الانطباع من الوهلة الأولى أننا سنبارك للهيئة ملايين المرات كونها ممثلة من أغلبية أصحاب المعالي الوزراء وبعض رجال الأعمال.

هنا قررت أن أزيد من بحثي لعلي أجد حسنة واحدة لأصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس الإدارة ومحافظ الهيئة، فقمت بالبحث عن معدلات توظيف السعوديين في التأمينات الاجتماعية من خلال الفحص السريع للتقارير المنشورة في موقعها الإلكتروني، وهنا كانت الصاعقة التي أثبتت لي بأن الهيئة تعاني من تعثر في الولادة بالرغم من تشكيلها خلال عام 2015 وفق المقارنة بين عامي 2016 و2017 والتي استنتجت منها بأن هنالك انخفاضا في توظيف السعوديين في القطاع الخاص وفق النسب التالية: ففي عام 2016 كانت نسبة السعوديين 17% يقابلها نسبة 83 % من الأجانب، وفي عام 2017 للربع الثاني انخفضت النسبة للسعوديين لتصبح 12 % والأجانب 88 %.

أخيرا، وبعد اطلاعي على مهام ومسؤوليات الهيئة التي تتلخص في إجراء البحوث والدراسات واقتراح السياسات والبرامج، والتنسيق مع الجهات المختلفة والمساندة ومتابعة التنفيذ استخلصت بأن هناك أسبابا متعددة ومتنوعة أدت إلى التعثر في الولادة، وتحتاج تتدخلا جراحيا سريعا من خلال إجراء عملية قيصرية للهيئة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button