المقالات

مطار جدة الجديد ومحطات القطار الجميل

 ..

مرارا وتكرارا أتساءل هل فكرنا ونحن نصمم ونشيد تلك المشاريع العملاقة في كيفية إدارتها وتشغيلها؛ حيث ستكون كارثة حقيقية إذا لم يتم الاستعداد المبكر من الآن في إعداد وتجهيز فرق العمل التي ستدير تلك المشاريع إداريا وتشغيليا من موظفين وفنيين ومشرفين، ولنأخذ الآن حالة مطار الملك عبدالعزيز الحالي بجدة؛ حيث يدار هذا الصرح من جهات حكومية كثيرة لها سلطات وصلاحياتها بعيدا عن الآخر !! فكما هو معمول به الآن فهناك الرئاسة العامة للطيران والجوازات، والشرطة العسكرية، وجهاز الجمارك، ومؤسسة الخدمات الأرضية؛ إضافة إلى إدارة وتشغيل الخطوط السعودية، لماذا لم يتم حتى الآن إعداد وتصميم برنامج تدريبي تأهيلي مكثف لمن سيعمل في حدود مساحة تلك المشاريع العملاقة؟

وأخص هنا المطار الجديد بجدة ومحطات القطار في مكة وجدة والمدينة كل في تخصصه، فتقوم مثلا إدارة الجوازات بتطوير مجموعة من رجالها الذين ستعتمدهم بالعمل بهذا المطار على كيفية التعامل مع القادمين وضيوف هذا البلد الأمين؛ لأنهم سيمثلون النظرة الأولى والشعور الأول الذي سيشعر به القادم لبلادنا من خلال أداء هذه النخبة المختارة، انظر أيضًا إلى أداء بعض موظفي الخطوط السعودية، وأهمية التركيز في كيفية التطوير والتدريب في التعامل مع البشر، وتقدير المواقف التي يواجهونها في المواسم. انظر إلى مستوي خدمات العفش، واستقبال موظفي شركة نقل العفش لك وبعربياتهم المخجلة، انظر إلى شركات الليموزين والأجرة وتخاطفهم وقتالهم على المسافر القادم من الخارج؛ لذا فلابد ان نركز على الموظفين والعاملين الذين سيعملون داخل نطاق تلك المشاريع خاصة، ونحن نتأهب لاستقبال أعداد كبيرة من المعتمرين من كل فج عميق؛ وذلك بتقديم فكرة التأهيل والتدريب لتكون مخرجات الأداء وإنتاجية الموظفين عالية تتماشى مع حجم تلك المشاريع الكبيرة الحجم والتكاليف حتي لا نصطدم غدا بموظفين لا يفقهون معاني الجودة في الأداء والانضباط في تحقيق الأهداف، واحترام المسافرين ولا يعون حجم المشروع الذي صرفت عليه الدولة مليارات الريالات فالتخطيط السليم لابد أن يلحقه تنفيذ مدروس صحيح وإلا ستكون النتائج المتحققة ليست بالشكل السليم، وهذا لن يتوفر إلا بفكرة التدريب والتأهيل الصارم من الآن لرفع مستوي الأداء ومخرجات الموظفين، وقيس على ذلك مشروع القطار ومحطاته الرائعة، وتشغيل الشباب، والشابات المؤهلين ..

أتمنى أن نبدأ من الآن قبل فوات الأوان في إعداد خطط التدريب وتنفيذها فورا حتى ننشئ إداريين، ومشرفين، وفرق عمل مدربة ومؤهلة في التعامل مع الزائرين لبلادنا بشكل خاص والمجتمع بشكل عام؛ لنرى نظرة التفاؤل والرضا من المجتمع والزوار والمعتمرين ويرتقي الأداء وتصبح مخرجات أعمالنا سليمة ومشرفة بسواعد أبناء هذا البلد الأمين ..

 محمود عبدالرحمن مغربي
مستشار إدارة التغيير وفلسفة إدارة الأعمال

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button