..
شهدت ليلة الأحد صدور قرارات تاريخية أبقت الكثير من المواطنين مستيقظين حتى ساعات الفجر الأولى، قرارات قوية حاسمة مباشرة أثبتت للمواطن أن الوطن اولاً ولا أحد فوق الوطن أو القانون، وأن من يعبث بمقدرات الوطن كائنا من كان لن ينجو من الحساب والعقاب، قرارات أثبتت أن ما تردده قيادتنا الرشيدة في اللقاءات الإعلامية ليس قولًا بل فعلًا مكللًا بقوة المعلومات وصلابة القرارات مسلحا بسيادة القانون، إن محاربة الفساد في الوقت الراهن حاجة ملحة وليست ترفا أو أمرا يقبل التأجيل، فإذا أردنا أن نحدث نقلة نوعية في تطور وازدهار الوطن، وفي تعزيز ثقافته بناء حضارته ودعم وتطور اقتصاده وجب أن نقتلع جذور الفساد، بل إن الأكثر أهمية هو العمل على منع تكونها من جديد بكل ما أوتينا من قوة، فمن أراد أن يستصلح أرضه لينثر فيها بذوره الغضة ليجني محاصيل وفيرة وغنية وقوية فلابد أن يقوم بحرثها وإزالة كل ما علق بها من شوائب، إن عمليات التحسين والتطوير تستلزم عمليات سابقة وعميقة من الغربلة والتنقية والتطهير، وهي أداة أساسية لأي عملية إصلاح، فإن كان المزارع يزيل الشوائب ليستصلح أراضيه فعلى الهيئات والإدارات العمل على إبعاد أي عائق يقف في طريق التطوير وإقصاء أي سلوك أو إجراء لا يتسم بالأمانة والنزاهة، واستقطاب أصحاب الخبرات والإمكانات لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب دون مجاملة أو محاباة، وإعادة النظر في اللوائح والقوانين والأنظمة وتطويرها لتخدم استراتيجية الوطن، والعمل على إعداد الآليات والاستراتيجيات اللازمة لرقابة العمليات ومتابعة الإجراءات ومحاسبة المقصرين ومكافأة المنجزين والمبدعين، لتهيئة بيئة
خصبة متكيفة وصالحة لجميع عمليات التحسين والتطوير، إن رؤية المملكة 2030 رؤية طموحة تحتاج بيئات خصبة ثرية بالأفكار والقيم و الإنجازات، بعيدة عن الذاتية والمحسوبية متكيفة مع المستجدات غنية بالدعم والتحفيز عندها تنجح الرؤية وتؤتي ثمارها، وكأني أرى سيل الغربلة والتطهير ينساب هديره من أعلى قمة الهرم مقتلعا كل ما يعترضه من فساد وتخلف وتضليل متغلغلاً في جذور وأعماق الكيانات لتنقيتها من كل فساد، لنبذر حكومة و شعبا بذور الإبداع ولننطلق إلى قمة الأداء الرفيع المبني على أرض صلبة من الصفاء والسواء ضاربين بيد من حديد على يد كل من أفسد أو خان الأمانة أو تهاون في آدائها، أو استغل نفوذه أو منصبه، واليوم وإن كان التطهير نال قمة الهرم فكلي ثقة أنه سينساب متدفقًا لينقي كافة المرافق وليشمل الجميع بدون استثناء ولن ينجو أي مفسد من الحساب والعقاب، كما أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وليت كل من اقتطع شيئًا من أموال الوطن بدون وجه حق أن يعيده طوعا إبراءً للذمة وإحقاقا للحق. “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية” عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
صح بوحك
مقال ينضح بالوطنية
وضع النقاط الحروف
الفساد هو أكبر فيروس قاتل للتنميه لأنه ينحر في اقتصاد البلاد وهدر المال العام على غير وجه .نتمنى أن يطول الحرث حتى لا يبقى أي أثر ونسأل الله ان يعين خادم الحرمين وولي عهده على تقصي كل مفسد حتى تتم محاسبة . مقال جدا رائع د. وفاء وبارك الله فيك.s9