المقالات

اضْربْ

..
الضرب في اللغة :مَسَّ بعُنْف مُسدِّدًا ضربةً أو ضَرَبات ، و”ضَرَبَ ولدًا لقِلَّة تَهْذيبهِ ، وأَصاب وصَدَم بضَرَبات مُتتابَعة، كل هذه المعاني تجلت ليلة الأحد منتصف شهر صفر ، وشهر صفر سمي بذلك : لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صِفْراً من المتاع (أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له) ، والضربة وفي شهر صفر تجلت فيها معاني القوة والإنصاف ، ليلة أبهجت الوطن بأكمله سوى تلك الثلة التي خرجت بهم القائمة ، والعجيب في الأمر أن كثيرًا من المقبوض عليهم كانوا يزدرون المواطن البسيط ، فتارة يصفونه “بالمدلع”، وأخرى “بالكسلان”، وثالثة “بالمبزر” يعني المبذر المسرف ، والمبذر -في نظرهم-هو الذي يتقاضى من ثلاثة آلاف إلى ما يقارب تسعة آلاف ، ثلاثة أرباعها نصيب الراجحي والأهلي ، وفضلتها للإيجار وإطعام أفواه صغاره وأهل بيته ، بيد أن أحد الوزراء كان يستكثر على المواطن مساحة أرض لإيوائه .

نشد من عضد الدولة في محاربة الفساد والمفسدين ولكن لعبدالمطلب بن هاشم مقولة شهيرة ، عندما قدم إبرهة الحبشي لهدم الكعبة ، وقد أغار جيشه على إبل لقريش ولعبدالمطلب فأخذها ، فاستقدم إبرهةُ عبدَالمطلب وأهابه لما رآه فقال : سل حاجتك ؟ فقال : أريد إبلي ، فاستصغره إبرهة ، وقال ظننتك تثنيني عن هدم ذلك البيت ، فقال عبدالمطلب : الإبل لي وللبيت رب يحميه ، ونحن نقول : للدولة قنواتها وسلطتها في تتبع المفسدين أيًّا كانوا وحيثما حلّوا ، ونحن نريد معرفة أموالنا التي سلبت في الأسهم وتسببت في خراب البيوت ، نريد أموالنا التي نهبت بدواعي المشاريع الوهمية ، نريد أموالنا في البلديات التي تشفط الجيوب بلا هوادة ولم تقدم شيئًا ، نريد فتح ملفات الجامعات والتعيينات والمحسوبيات ، نريد معرفة كل هللة صرفت وكم مليار نُهِب؟ نريد محاسبة كل من له يد في تزعم مؤسسة أو مرفق حكومي أو خاص من أمراء و وزراء ومواطن عادي ، نريد محاسبة البنوك التي لا ترقب فينا إلّا ولا ذمة ، نريد محاسبة التجار الجشعين ، نريد محاسبة المتسترين على الأجانب الذين يتملكون عقارات وأبراج في مكة والمدينة بمليارات الريالات ، نريد محاسبة القائمين على طباعة الكتب المدرسية وما تسببوا فيه من أخطاء أدت لإعادة الطباعة على نفقة الدولة ، الشعب يريد ويريد وسلمان الحزم والعزم قادر على كبح جماح سعالية العصر ، وعضيده الشبل الجسور ماض في طريق اختطه لنفسه فعلا نجمه .

Related Articles

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button