محمد ربيع الغامدي

ما عرفوا سلمان

..
ولو عرفوه جيدا لاستراحوا وأراحوا، وأعني بهم أولئك الكتّاب الذين تجول أقلامهم وتصول عبر صفحات الانترنت في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات الصحف الإليكترونية، استثني منهم كبار الكتّاب ذوي الأقلام الموغلة في الكتابة فهم يعرفون الكثير، لكن فيهم من هدى الله فشهد بالحق وفيهم من أضله هواه فأعماه.
الكتّاب الذين أعنيهم إخوة لنا من شام ومن يمن، شغلتهم أحداث بلادنا رغم ما تغرق فيه بلدانهم من مشكلات لا حصر لها، وهم مشكورون على الاهتمام بنا لكني أشفق عليهم من وعثاء الظن ومن مسارب التأويل التي تفضي بالجاهل إلى آكام الكذب ولو بحثوا عن الحقيقة لسلموا.
لو عرفوا سلمان لأدركوا أن موقفه من الإرهاب ومن الفساد ومن العجز ومن التراخي هو موقفه من الظلم الذي تستظل به كل آفات الإدارة والحكم، وموقفه من الظلم قد تولّد من العدل الذي هو فيه طبع وسجيّة لا يمنعه من الارتفاع به لا أمير مقرّب ولا وزير متنفذ ولا صاحب مال مقنطر.
وليَ إمارة الرياض وبقي على رأس إمارتها عقودا من الزمن، نفض عنها غبار الصحراء حتى جعل منها جوهرة من جواهر الكرة الأرضية، لم يترك لفاسد فيها من ظل ولا لمتثائب فيها من مستراح ولا لعابث فيها من ملاذ وغادر موقعه ذلك ويده بيضاء. هكذا عرفناه عادلا في مملكته الصغيرة الرياض، وهكذا رأيناه عادلا في مملكته الكبيرة المملكة العربية السعودية ومن لم يعرف سلمان كما عرفناه فلا يقربنّ الحديث في الشأن السعودي أبدا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button