عوضه الدوسي

إيران والعبث في المنطقة

بات من المألوف عبث إيران في المنطقة, فهي لازالت مصره أن تستنسخ مليشيات في اليمن على غرار ما هو في لبنان والعراق وعلى ما يجري الآن على قدم وساق في سوريا, وما كان لها أن تكون هذه الاستنساخات البغيضة أن تتمدد أكثر لولا التماهي السلبي من الإدارة الأمريكية السابقة ,وعندما مدت إيران اذرعها بتخبط أعمى لنشب مخالب اظفارها البغيضة في المنطقة العربية من خلال قاعدتها الأولى حزب الله, وهذا لاشك أضحى واضحاً رأي العين للعالم اجمع , ولان الاتفاق النووي منحها مساحة على حساب الأمن والسلم الدوليين, وبدأ لها وكأنه عين الرضا وان الاتفاق بمثابة نقطة تحول مغايره, فقط عليهم البدء في المشروع العبثي خصوصا بعد فشل المشروع السابق (الربيع العربي) الذي أضحى خريفاً بعد أن جر المنطقة في حروب ودمار بدعوى حرية الشعوب, والذي أروت فيه مشاعر خادعة وأذكرت فيه روح الفوضى قناة الجزيرة من خلال تغرير المجتمعات ببرامجها الضالة وتبني دور وفاعلية الرأي والرأي الأخر أقول: إن الاتفاق النووي اعتبرته إيران بمثابة ضوء اخضر للدخول إلى المنطقة وزعزعتها بقلاقل مستمرة عبر الأقليات الشيعية ,في الوقت الذي يرى بعض المراقبين والساسة أن ذلك التوجه لربما يثمر مع إيران للانضمام إلى مسارات دولية لتنظم ضمن الركب الحضاري الاممي وفقا لمناداة الشعوب بما فيها الشعب الإيراني المغلوب على أمره, وإن ذلك من الغرب حسنٌ في النوايا لعلها تسهم بالاتجاه الايجابي للمضي قدما فيما يخدم العلاقات الدولية نحو وظيفة حضارية كما هو مأمول من كل الدول والابتعاد عن الفوضى أو الدفع بالأقليات الشيعية في مواجهه مع حكوماتها ,ولكن تظل على ديدنها وبأسلوبها العدواني لان ذلك منغرس في أدبيات حكومات إيران التي دأبت عليه من ذو قيام الثورة الخمينية بعد أن نَظّرت لذلك وفق منظور عقدي من خلال استدعاء الماضي ووفق مظلوميات مفتعله غَذَت بها تلك الأقليات ونفثت سموم الشر في عقولها من خلال الملالي والحوزات العلمية في قم وغيرها ,وهذه الجهود والطاقة ذكرتها في مقال سابق لي تحت عنوان (إيران والطاقة الانشقاقية) ذكرت ما نصه ( إن النظام السياسي في إيران يتمركز حول محورية الفرد الرازح تحت سلطه الفقيه وهنا تقع الإشكالية الأمر الذي يرى فيه العالم أنه مرتهن لعيوب الولاية “ولاية الفقيه” ) وهذا هو الذي يجعلها تدور في حلقة مفرغه من جهة وذلك للبحث عن وهم في العتمة والظلام لان إيران تبني سياساتها على اجترار الماضي مع إغفال تام للحاضر ودون التطلع إلى أفاق المستقبل والتعايش السلمي مع شعوب المنطقة والعالم, ومن جهة أخرى سياستها قائمه على فكر أيدلوجي متطرف ترى فيه ضرورة تصدر العالم وعلى هذا المبدأ ووفق ثقافتها الطائفية المتطرفة والمتجذرة بنزعة العداء والشر وبث الفرقة والانقسامات والكراهية بين شعوب المنطقة حتى أن ذلك يعد من القيم المقدسه والروحانيات الدينية لديهم انطلاقا من المعتقد الانثي عشري, بل يعد ذلك سبيلاً للوصول إلى الله و إلى رضوانه, وان هذه الالقليات المتناثرة في الوطن العربي من منظورها الضيق إنها فئة مصطفاة ولم تؤجد إلا لهدف ولغاية وان هناك أمر إلهي أوجدها لكنه خفي على الناس حسب زعمهم وفق المنظور الجعفري, وان كل ذلك يعد إرهاصا لخروج المهدي وما تدرجه في مراحل الغيبة إلا لهذا السبب وان مناصرتهم ومؤازرتهم تعجل من خروج المهدي المنتظر , وان العمل على تمكينها من السلطة أي الأقليات هو طريق لا يحاد عنه ,ولهذا غدت تغذي هذا المفهوم الغالط لإثارة الفوضى وزعزعت الأمن في المنطقة, وهَمٌ تراه إيران من بعيد وحقيقته سراب بقيعة , ولهذا دائماً ما تحلم بالتمدد في الوطن العربي وخصوصاً الجزيرة العربية ولهذا سعت جادة وجاهدة من خلال أذنابها الحوثيين الذين هم الآخرون اقتنعوا بهذا الوهم لفرض واقع جديد لنستسلم بموضوع التغيير العابث على حساب شعوب المنطقة وكذا الحكومة الشرعية في اليمن من اجل أقلية أدلجتها إيران, الأمر الذي جعل المواطن العربي يتساءل متى نشأت الظاهرة الحوثية وطفت على السطح بشكل لافت , أليس ذلك مع ظهور التعددية السياسية قبل عقدين من الزمن تقريبا ,ما يعني أن إيران تبنت مشروع الحوثيين بطريقة أو بأخرى وحاولت في الوقت الذي لم يكن لهم وجود عابث كما هو اليوم أن تتقرب إليهم وتعدهم بأوهام خائبة حتى تلوثت أفكارهم بولاية الفقيه ما دفع الجيش اليمني إلى مواجهتهم وقد امتد ذلك إلى أربعة حروب متتاليه .
إن إيران لا تزال تحاول جاهدة للعبث في المنطقة, والمملكة أدركت حجم الخطر وإستتباعاته الباهظه على المنطقة برمتها عربية وإسلامية, وقد أدركت مساعي إيران العدائية والعابثة ,ومع ذلك ومن وقت مبكر حاولت احتواء اليمن وبطرق متعددة وسلمية سياسية واجتماعية واقتصادية وبمحاولات جادة وحثيثة والعالم وشرفاء اليمن يعرفون ذلك ولكن وللأسف دون جدوى , وبعد أن كشرت المليشيات الحوثية عن أنيابها وانقلب على الشرعية كان لابد من إيقاف هذا العبث من خلال عاصفة الحزم التي وقف لها العالم العربي والإسلامي وقفة إجلال وتقدير وراء فيها الجميع خيرا نحو تحول جديد يحد من طموح إيران وعبثها في المنطقة , وما يلوح في الأفق هذه الأيام أن دول التحالف سوف تضرب يد إيران العابثة في لبان بعد أن ثبت دور مليشيات حزب الله في عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط والتي تعد أهم من غيرها ويفترض أن نجنبها أي تأثيرات فضلا عن العبث والفوضى لعاملين رئيسين كمنطقة متوسطة ورابطة بين القارات للتجارة الدولية إلى جانب ما تمد به العالم من الطاقة البترولية وهذا ما سيجعل العالم يقف إجلالا وتقديرا مرة أخرى لجهود المملكة . والى لقاء.

Related Articles

2 Comments

  1. نقول للعالم بأسره إن إيران وإسرائيل هما الدولتان اللتان سببت الفوضى في الشرق الأوسط وهما وجهان لعملة واحده فإيران تمول وتأوي وإسرائيل تساعدها في التخطيط لإضعاف الخصوم لعل هاتين الدولتين تحوزان على مكرمة ظهور المهدي والمسيج في يوم واحد. والمفارقات العجيبة أن هناك إتصالات خفيه بينهما والمقبور الخميني تعالج في إسرائيل من سرطان البرستاتا فإيران وأذرعتها في المنطقة يشكلون الخطر الأكبر ويجب بتر تلك الأذرع حتى لا تقوم لها قائمة.

  2. بارك الله فيك اخي ابو عبدالملك … الرافضة دوله مارقه لا الٌٌٌ ولاذمه
    واجزم الان كما كنت واثقاً في السابق بأنها البعبع والنمر الغربي والامريكي الاسرائيلي لدول المنطقه ولن يردعها الا سلمان الحزم والعزم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button