في زيارة عائلية لإحدى المطاعم الشهيرة بمدينة جدة، كنت فخورا كون من كان في استقبال وتقديم الخدمات للزبائن هم أبناء وبنات الوطن، وبدأت بالتجول في أركان المطعم، وأنا فخور، ووجدت أن من يعمل في المطبخ هن بنات الوطن بالزي المحتشم الذي اللاتي لم يعوقهن على التميز، وهنا كان شعوري يعج بالفخر كون شباب وبنات الوطن اليوم أثبتوا لكل من راهن على كفاءاتهم وانتظامهم بأنهم محل لتلك الثقة بامتياز، وفي جميع المهن.
ولكن سرعان ماتحولت ملامح وجهي المليئة بالفخر والابتهاج إلى تلعثم وخجل بمجرد أول سؤال أتلقاه من ابني ذو 12 عاما، والذي كان باختصار وبالعامية (( ليش يابابا أنت فرحان أن السعوديين يطبخون ويشتغلون في المطعم وإلي جالسين يأكلون كثير مو سعوديين )) بالطبع فكرت مررا بالإجابة هل أقول لابني بأن هؤلاء السعوديين غير متعلمين وهؤلاء الأجانب من المتعلمين !!! وهنا سأكون كاذبا، وهو مالا أقبله على نفسي؛ لكوني أعلم بالحقيقة مستندا على تصريح الوزير مؤخرا بأن الأجانب الكفاءات يمثلون فقط ١٥ ٪ من إعداد الوافدين في السعودية والتي تقارب ١٣ مليون وافد، وأيضا كوني مطلعا بأن هناك خريجي شهادات عليا وطب وهندسة، وتخصصات مهنية يعملون في تلك الوظائف لعدم إحلالهم في الوظائف المشغولة بالأجانب؛ وذلك كون الوزارة لازالت مشغولة في سعودة محلات الاتصالات والمولات والبقالات وعربات بيع الأغذية.
لذلك قررت بأن تكون إجابتي لابني فيها نوع من التهرب لعلي أخرج من ذلك المأزق بأن قلت له شوف يابابا سأعزم شخصا أنا، وأنت في ذلك المطعم وهو سيقول لك الإجابة،
لذلك فإني أتقدم لمعالي وزير العمل بدعوة عشاء ومن يعز على معاليه لعله يخرجني من ذلك المأزق مع إبني، ويحل عقدتي بالإجابة على ذلك السؤال المؤلم والملامس لواقعنا الحقيقي، والذي وضعني في موقف محرج أمام أسرتي.
One Comment