مــودة الـفــؤاد
جَميل أنْ تَرى فِي هَذه الأيَام صَحوة شَاملة ذَات هِمة عَالية لتَصحيح الأوضَاع دَاخل المجتَمع السعُودي يَقودها بِجدية وحَزم وعَزم ( مَحمد بِن سَلمان بِن عَبد العزيز ) حَفظة الله .
عقُود مَضت والدَولة رعَاها الله تُصرف عَلى البِلاد مِليارات الريَالات لتَزدهر أراضِيها ، ولكِن خِلال تِلك الفَترة الماضِية تَلاعب بَعض أؤلئك مَن أؤتُمنوا عَلى الأمَانة فخَانوها ، رُغم أنّ مُلوك البِلاد أختَاروهم بعنَاية فَائقة ، ووضَعوا فِيهم ثِقتهم ، وجعَلوهم بطَانة صَالحة تُعينهم عَلى الخَير ، وللأسَف أنّهم لمْ يُراعوا ذَاك القَسم الذِي ألقُوه أمَامهم ، وتنَاسوا قَولة تَعالى { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} .
غَرتهم الحيَاة بزينتهَا ، وأعمَى بصِيرتهم المَال ، ومَات الضمِير فِي أنفُسهم ، فَلم يُفرقوا بَين حَلال وحَرام ، بَين مَال عَام ومَال خَاص ، بَين وبَين وبَين ، ولكِن الموْلى تَبارك وتعَالى يُمهل ولَا يُهمل ، والحَمد لله والشُكر لَه أنْ سَخر لهَذه البِلاد المتَرامية الأطْراف فِي هَذه الفَترة حَفيد المؤَسس ( مَحمد بِن سَلمان ) ليُقضي عَلى الفسَاد المنتَشر بَين كبَار رجَال المملَكة ، ويَضرب بِيد مِن حَديد دُون تَفرقه أوْ تَميز بَين هَذا وذَاك ن تَعامل مَع الجمِيع سَواسية ، وفَعل مَالم تَستطع فِعلة هَيئة مكَافحة الفسَاد التِي أسسَت مِن أجْل ذَلك ، ولمْ تتمَكن مِن فَرد سُلطانها عَلى أؤلئك اللذِين لمْ يُراعوا حُرمة اليمِين الذِي أقسَموا بِه ، ومحَاسبتهم لأسبَاب لَا يعْلمها غَير مسْئوليها ، وأكتَفت بالقِيام بالأدْوار الثانَوية مِن ضِمن قَائمة مهَامها ( فتَجاهلهم لهَذا الفسَاد فسَاد بِحد بذاتِه ) ومَازال الأمْر كذلك حَتى أصْدر خَادم الحَرمين الشَريفين – رعَاه الله – أمْراً مَلكياً يَقضي بإنْشاء لجْنة عُليا لمكَافحة الفسَاد لمـَا لَه مِن آثَار سِلبية عَلى البِلاد مِن شَأنها ( حَصر المخَالفات والجرَائم والأشخَاص والكيَانات ذاتْ العِلاقة فِي قضَايا الفسَاد العَام ) يَرأسها أسْطورة هَذا العَصر وَلي العَهد ( محَمد بِن سَلمان ) ليُحاسب كُل مِن سَولت لَه نَفسه فِي الأعوَام المنْصرمة التَلاعب بالمَال العَام مهمَا كَان وضْعه ( أمِير ، وزِير ، رَجل أعمَال ) دُون إستثنَاء.
فقرِارات سُموة الكَريم – حَفظة الله – التِي فعْلها بشأنْ منْظومة الفسَاد التِي طغتْ وتجبرتْ وتبَاهت بأعمَالها اللا محمُودة ولَا يَقرها شَرع أوْ دِين ، وبالمفسِدين اللذِين تَلاعبوا بِما ليسّ لهُم مُنذ أسبُوع أعَادت للبِلاد مَا أخُذ مِنها دُون وجْه حَق مِن مَال وأرَاضي …. وغيرَها .
مَحمد بِن سِلمان …. أظهَر الله عَلى يَدك الحَق ، وطهّر بِك البِلاد مِن الفسَاد والمفسِدين ، وحفِظك مِن كُل مَكروه ، وكَان لكَ عَائن ومعِين .