؟؟
أسعدنا وأبهج صدورنا سياسة وقرارات قيادتنا الحكيمة التي اتخذتها لمحاربة الفساد، ومن هذا المنطلق قامت حملات مشددة وكمائن محكمة لرصد مواطن الفساد والإطاحة بأصحابه.. فبدأ مسؤولو الجهات الحكومية بتصريحات لهجتها قوية ومضامينها نارية تحمل الويل والوعيد لمن له صلة مباشرة أو غير مباشرة بأي فساد أو بأي استخدام فاسد يعطل التنمية وواكب هذه الحملات دعمًا رسميًا عاليًّا وتأييدًا شعبيًّا حاشدًا، فبعدما طوقت قيود الاتهامات أعناق بعض الأثرياء والوجهاء أصبحت كلّ مؤسسة معنية بكشف وتشخيص فساد نشاطها للمشاركة مع الجهات الأخرى في الإطاحة بشراذم المفسدين.
فانبرى (آل الشيخ) معالي رئيس هيئة الرياضة؛ لكشف حيثيات فساد بعض القضايا التي كانت عالقة في الوسط الرياضي، واختتم تصريحاته بقوله:(حتوحشونا).
أما معالي وزير التعليم (العيسى) وجد أن فساد وزارته ينبعث من قصور المعلم، وجزء منه يكمن في غياب الطالب؛ مما أثار غضب المعلمين وكذلك الطلاب فقامت برامج التواصل بشن حملات إيصال رسائل الامتعاض وعلامات الاستغراب معلنةً أن أخطاء الوزارة المتراكمة والمستمرة والتي تشبّع بها الميدان خلقت فجوة بين المعلم وأداء عمله. والذي أفرز غياب الطالب هو قصور الوزارة في تلبية حاجاته وخلق البيئة المدرسية المناسبة الجاذبة له، فالأحرى بالوزير أن يعلن بدء عمليات اجتثاث الفساد من قمة الهرم إلى أن يصل إلى الميدان.
وينظر بعين الحرص والاهتمام إلى ما نشره المغردون في وسم #وزير_التعليم والذي يطالبون فيه بإصلاحات شاملة للمباني المدرسية والتجهيزات وتأهيل القاعات الدراسية وسدّ عجز التخصصات وإكمال التشكيلات المدرسية وإعادة حقوق المعلم والمعلمة وتهيئة المعامل لممارسة الأنشطة، وإيكال العمل الإشرافي للكفء وتطوير المناهج الدراسية، وهيكلة إدارات التعليم ومكاتب الإشراف، وإعادة النظر في طرق وأساليب اختيار وتكليف القيادات.
ولا أعتقد أن أحدًا منّا يبرر للقصور في أداء العمل ولا لغياب الطلاب المتكرر، وليس لدينا أدنى شك في أنهما يؤثران سلبيًّا على مخرجات التعليم، وهما يحتاجان لإصلاح أينما وجدا للارتقاء بالعمل التعليمي، لكن إصلاحهما لايستقيم إلا بتكامل الإصلاحات لمنظومة عمل وأداء جميع الإدارات، وكذلك أن الفجوة التي أحدثتها تصريحات معالي الوزير السابقة والحالية تحتاج إلى إصلاح لإعادة العلاقة والثقة بين الميدان والوزارة بما يحقق الأهداف للقضاء على الفساد.
0