أ. د. عائض الزهراني

معشوقة العرب

..
احتلت واستوطنت
مكانا مشرفا ومشرقا في اقصى افتدتهم ،
لما تربطهم بها من‌ علاقة‌ حميمة‌ ،،
واقترانها ببهجة
نفوسهم ،واعتمادهم الكبير عليها
لتيسير سلاسة حياتهم
فهي شريان الحياة النابض
بالشموخ والاعتزاز،
فهي رفيقتهم الملتصقة بأرواحهم|
وهي الانيس والجليس ،
لا تفارقهم في غسق الدجى ووضح النهار
واصبح العربي يتباهى بها
ويشدو ويترنم في وصفها ،
في نثره وشعره بصور جمالية ،
ويتناقل الرواة اخبارها
ومازالت مصادر الأدب
مشحونة بجمالها المشتق منها
فهي مدار فخرهم فقلما نجد نصا ادبيا
لم تذكر في ثناياه معشوقتهم
كإحاطة السوار بالمعصم ،
فيصفها عاشقا لها بقوله:
(النظر اليها عبادة‌ ،والتعامل‌ معها ،
عظات‌ وعبر،
وفي‌ اقتنائها ثروة‌ ،
وفي‌ طباعها الاخلاص‌،
والفطنة‌ والوفاء،
و في‌ أنوفها،
الشموخ‌ والكرامة ،،،
نشأت‌ بها موسيقي‌ الشعر العربي‌
وولدت‌ البحور الشعرية‌. لأجلها ،)
ويتألق نص حكيم العرب أكثم بن صيفي،
بأناقتها ودقتها ورقتها قائلا:
((،،، فأكرموها،
فإنها حصون‌ العرب‌
و لا تضعوا رقابها الا في‌ حقها
فان‌ فيها مهر الكريمة‌ و رقوء الدم‌
ولوقت قريب كانوا يقيسون بها ،
عز القبيلة وقوتها ،،))
ستظل معشوقتهم الي يوم الدين
قال تعالى :
( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button