..
كل ما اقترب حديث أهل المدينة الوادعة عن احتمال نزول مطر على أرض العروس الحزينة “جدة”. كل ماتجددت تلقائيا كل حكايات الخوف من حدوث آلام بحجم الماء المنهمر على أحياء، وميادين، ومعالم الحسناء الكئيبة، وكلما استعادت الذاكرة رائحة الموت القديم ، والجرح الأليم ، وتعددت تلك الذكريات مابين فقدان أخ، وجار، وصديق. فما بين المشاهد المتاحة خلال هذا اليوم وحتى اللحظة .. ولسان الحال يقول وبحرقة : حتى تاريخه لم يتغير شيء، وحتى تاريخه لاجديد في وصف المعاناة، وحتى تاريخه أين ذهبت مليارين في تصريف المياه ..؟ فالأنفاق المنشأة على نفس درجة الإهمال منذ سنوات مضت.. لم يحدث فيها أي تغيير يذكر، والشوارع بنفس المشاكل السابقة، ولكن الجديد والغريب أن تتعدى المشكلة على الأرض لتصل فوق الأرض.. مثل كوبري الميناء فقد أصبحت المياه فيه راكدة..! وهذا ينفع أن يكتب من باب الطرفة السخيفة.
ولانعلم – حقيقة – إلى متى تستمر معاناة أهل جدة مع الأمطار تحت أنظار الأمانة. فقد أصبح المطر كابوس مزعج يتجدد مباشرة مع بدء موسم التقلبات الجوية، ولاندرك حتى الآن صراحةحدود استيعاب المسؤولين في الأمانة للخسائر المتكررة في الأرواح، والأموال، والممتلكات لدى الناس.. أيعقل أن أمانة محافظة جدة لاتستطيع تخفيف المشاكل الناتجة من هطول الأمطار سنويا فضلا على التخلص منها نهائيا ؟فقد سمعنا الوعود بعد الوعود في إيجاد حلول جذرية..خاصة بعد كارثة السيول الشهيرة التي تذكرها جيدا قويزة، والجامعة، وفلسطين… ولكن كأن شيئا لم يكن..! وكأن الأمانة تريد أن تعرف مدى صبر الناس في الشدائد والأزمات. ولاتعلم أن الصبر ذاته مل من صبر أهلها.والحديث يتصل هنا أيضا في مكة فالأوضاع ليست بمختلفة كثيرا في أمانة العاصمة المقدسة وغدا لناظره قريب !.
ومن محاسن الصدف أن تتزامن أمطار هذا اليوم الثلاثاء في محافظة جدة مع الأحداث الأخيرة لخطوات الدولة – وفقها الله – في مكافحة الفساد. والتي اتضحت فعلابأن لاملجأ لأي فاسد تسبب في سلب أموال الدولة، أو تسبب في إحداث كوارث تضرالناس في أمورهم الحياتية اليومية. فماذا نقول عن أحداث مؤسفة تكررت سنوات سابقة وبنفس الصورة المؤسفة.. نريد أن نرى ذلك المسؤول الذي يضع يده بيد العاملين في الأحياء، والشوارع، والميادين؛ حتى يدرك جيدا مقدار خوف الناس وآلامهم . أما ذلك المسؤول الذي يستخف بأمن الناس، وسلامتهم، فالأجدر أن يستبعد هذا المسؤول ؛ ليسسآل عن كل صغيرة، وكبيرة في حدود أمانته. فقد استبدل غالبية الناس حبهم للمطر بالخوف والحذر منه. فمتى يفرح الناس بمعاقبة المسؤول.. والفرح بمشاهدة نزول المطر.. ؟
صح لسانك ولكن في عهد سلمان بن عبدالعزيز. وفقه الله سوف يحاسب كل مسؤول عن ذلك
بأذن الله في عهدالملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الملك العادل لامكان للمفسدين …ونسأل الله أن يوفق ملكنا سلمان بن عبد العزيزآل سعود ونأئبة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان حفظهما الله تعالى وسدد على طريق الحق خطاهما.