(مكة) – مكة المكرمة
كشف حسن راضي الباحث في الشأن الإيراني عن أن الكيان الصفوي الإيراني ينفذ حالي الخطة الخمسينية التي تسعى طهران من خلالها إلى السيطرة على جميع الدول العربية خلال 5 مراحل من عشرة سنوات، وحسب هذه الخطة، فإن أركان الدولة تعتمد على 3 ركائز، وهي: السلطة التي بيد الدولة، العلم والمعرفة عند العلماء، والاقتصاد والثروة عند التجار والرأسماليين.
وأشار راضي إلى أن هذه الخطة قد نفذت بشكل كامل في بعض الدول العربية مثل العراق واليمن، ونفذت بشكل جزئي في بعض الدول العربية الأخرى خاصة في سوريا ولبنان، وحاولت إيران تنفيذها في البحرين والسعودية والكويت والسودان وجزر القمر.
مؤكدا أن إيران أن تستهدف تنفيذ الخطة في الدول العربية من خلال الوقيعة والفتنة بين تلك الجهات، والتوغل بالحكومات عبر العملاء، وتحريك العلماء ورجال الدين ضد حكوماتهم، بناء الحسينيات وشراء البيوت والأملاك، وتأسيس أحزاب وخلايا تجسسية وميلشيات عسكرية.
واستشهد راضي بما زعمه حسين سلامي، المساعد الأول للحرس الثوري، الذي اعترف بالاستراتيجية التوسعية الإيرانية، حين قال: “إن الحدود الأمنية الإيرانية توسعت إلى البحر المتوسط، ولم تستطع كل محاولات أعداء إيران من إيقاف حركتنا”.
معتبرا أن الأحداث التي حصلت في الدول العربية في الآونة الاخيرة، مثل أحداث منى لعام ٢٠١٥، وقضية نمر النمر في السعودية، ودعم وتحريك جماعة الوفاق في البحرين، والشبكات التجسس في الكويت وآخرها شبكة “عبدلي”، ودعم وتدريب المليشيات والأحزاب الشيعية في العراق وسوريا واليمن ولبنان والدول العربية الأخرى، تشكل أجزاء متفرقة من الخطة الخمسينية التي تهدف إلى السيطرة الكاملة على الدول العربية .
إنه بعد سيطرة الحوثيين على اليمن عام ٢٠١٤، سارعت إيران في تنفيذ خطة “آناكوندا”، بهدف محاصرة السعودية وعزلها بشكل كامل عن محيطها من خلال التحرك شمالا نحو البحر المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان، وشرقا نحو الخليج العربي وصولا إلى بحر العرب، واستلام طهران أحد موانئ سلطة عمان بذرائع تجارية واستثمارية، ما هو إلا لتكميل حلقة الحصار حول السعودية.
وحيث كادت أن تكتمل محاصرة السعودية بشكل كامل من خلال السيطرة على باب المندب، تطبيقا لخطة “إسكات”، التي استخدمت لأول مرة سنة١٨٦١ من قبل الجنرال في الجيش الأميركي الشمالي وينفلد اسكات، بهدف هزيمة الولايات الجنوبية. وعرفت الخطة “Snake tGrea Scot’s“، التي أدت في النهاية إلى استسلام الولايات الجنوبية، بعد محاصرتها بشكل هادئ من خلال السيطرة على جميع الموانئ والحدود المائية للولايات الجنوبية وقطع جميع الإمدادات عنها.
إلا أنه بعد فشل خطة “الأناكوندا” الإيرانية بفعل عاصفة الحزم، التي أزاحت الحوثيين من المياه الإقليمية السعودية، سعت طهران بكل ثقلها تحت مسميات وعناوين عديدة أهمها محاربة الإرهاب وحماية المراقد الشيعية، إلى الحفاظ على وجودها العسكري في المنطقة العربية.
واشار إلى أنه ورغم تغيير الأنظمة والحكومات في طهران، فإن المشروع الذي بدأ باحتلال الأحواز والجزر الإماراتية الثلاث في القرن الماضي، وصل في الوقت الراهن إلى مراحل خطيرة.
وحيث لم تخف طهران هدفها ونيتها من تحركها العسكري والسياسي والأمني الذي يستهدف الدول العربية عامة، حيث صرح عدد من مسؤوليها عن أهداف إيران التوسعية. ولعل أكثر تلك التصريحات صراحة وشفافية تصريح “علي يونسي” مستشار الرئيس حسن روحاني، عندما قال: “كل منطقة الشرق الأوسط هي تابعة لإيران، واليوم قد تحققت الإمبراطورية الإيرانية، وعاصمتها بغداد، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا كما كان في الماضي. وإن شعوب المجاورة لإيران هم بالأصل إيرانيين وانفصلوا عن الإمبراطورية الإيرانية”.
وفي نفس الوقت تحاول طهران جاهدة عبر ميليشياتها فتح طريق بري لها يمتد من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وصولا إلى بحر الأبيض المتوسط، في إطار خطة “الكوريدور” التي رسمتها طهران لتحقيق أهدافها التوسعية في المنطقة العربية. استطاعت إيران الهيمنة على بعض الدول العربية والتوغل الواسع في بعض الدول العربية الأخرى.
إلا أن راضي أشار إلى قضية الشعوب غير الفارسية التي تشكل نحو ٧٠ بالمئة من سكان إيران البشرية وعلى رأسها قضية الأحواز العربية، تعتبر أهم نقاط ضعف إيران، التي لم تؤخذ بعين الاعتبار في ردع التوسع الإيراني الخطير. وستبقى مواجهة البيادق الإيرانية على رقعة شطرنج المنطقة العربية، دون وضع خطة لحركة “كيش مات للملك”، كالانتظار للمصير المحتوم والمرسوم من قبل طهران في خطتها الخمسينية.