..
في الوقت الذي تسارع فيه المملكة الخطى نحو المجد والعليا، وتحقيق رؤية 2030، شيع الوسط الثقافي والفني كاتب النشيد الوطني الشاعر إبراهيم خفاجي – يرحمه الله – عن عمر يناهز الثلاثة والتسعون عامًا؛ كما سارع محبو الفقيد في الحضور إلى مكة المكرمة لتشييعه والصلاة عليه ، فالخفاجي رحمه الله لم يتاجر بشعره ولم يأخذ عليه مقابل ، على الرغم من أن كبار الفنانين في الوطن العربي قد تغنى بأبياته.
من يتأمل في كلمات النشيد الوطني ، يشعر بأن الخفاجي كتبه اليوم ، فهو صالح لكل زمان ومكان، فقد عكف على كتابته قرابة الستة أشهر ، ولا غرابة أن يكون النشيد بهذا الإتقان .
مات الخفاجي ولكن لا زال ذكره حيًا بيننا، وسيظل يتردد اسمه في كل المحافل السعودية، فقد ارتبط اسم الشاعر إبراهيم خفاجي بنشيد الوطن الذي يردده الطلاب كل صباح وتردده الجماهير الرياضية في المساء.
من السهولة بمكان أن تكتب شعرًا وجدانيًا تعبر فيه عن خلجات صدرك، ولكن من الصعب أن تكتب نشيدًا وطنيًا يمثل دولة بحجم المملكة، خاصةً في ذلك الوقت الذي كتب فيه إبراهيم أبيات النشيد، فقد وُفق الفقيد في كتابة كلماته بما يتوافق مع مكانة المملكة العربية السعودية الدينية فكانت كلمة التوحيد حاضرة في أبياته كما هي حاضرة في العلم السعودي.
ليس هذا بحسب فشاعرية إبراهيم خفاجي جعلت جماهير الأندية الأخرى يغبطون جماهير الهلال على قصيدة «هلال نجد» والتي قال في مطلعها :
إذا لعب الهلال فخبروني
فإن الفن منبعهُ الهلال
امتع ناضري بهلال نجد
فمن قمصانه خلق الكمال
وعلى آثر هذه القصيدة لُقب الخفاجي بلقب شاعر نادي الهلال ، حيث كانت علاقته بالنادي وثيقة وسبق له يرحمه أن تولى منصب نائب الرئيس عند بداية تأسيسه ويعد من الذين ساهمو في تاسيس نادي الهلال . فهل يتذكره الهلاليين بعد وفاته؟
الحديث عن الفقيد طويل ولكن أتذكر موقفًا عابرًا معه ، وتحديدًا في إحدى المناسبات المكية قبل بضع سنوات، حيث التقيته ونحن خارجون من قاعة الحفل وتجاذبنا الحديث ثم قبل أن يودعني مازحني بمفردات (جنوبية) فضحكت منها وضحك هو ثم قلت له طلعت خطير في لهجات أهل الجنوب، فقال عشت في الباحة سنوات وعرفت لهجة أهلها. كان يرحمه الله بسيطاً في تعامله ، ويسحرك بحسن تعامله.
ختاماً
أتمنى من وزارة التعليم ممثلةً في الوزير أحمد العيسيى، تخليد اسم إبراهيم خفاجي ولو بتعميد قادة المدارس بتخصيص فقرة في الإذاعة المدرسية للحديث عن كاتب النشيد الوطني الشاعر #ابراهيم_خفاجي تقديرًا لعمله الوطني. حتى يتعرف الطلاب أكثر عن الشخصية التي كتبت هذه الأبيات وحتمًا سوف يظل راسخًا في عقولهم مثل ما رسخ نشيده في عقولنا.