المقالات

المرأة بين الإنتاج والاستهلاك

..
ما بين العقلية المنتجة والمستهلِكة، تنقسم عقول بعض النساء، فهناك من النساء من تٌفضّل أن تبقى ذات عقلية مستهلكة، ويكون لديها راع رسمي يهتم بشؤونها ويلبي احتياجاتها، سواء كان زوجا أو أبا أو أخا، وهذا أقصى ما يمكن أن تفكر به البعض من النسوة، حتى أبسط احتياجاتها الضرورية لا تعير لها اهتماما، وكثيرا ما نسمع هذه العبارات ممن يعولها، “طلباتك كثيرة” ! ، كل ماتريدينه فيما بعد سأعطيك إياه، الوقت ليس مناسبا، الميزانية لا تسمح، وهي تصبر وتتحمل وتصمت، لأن هذا قدرها، وتقضي معظم شبابها طالبة وعندما يأتي وقت المشيب تطلب من أبنائها -إذا كان لديها أبناء – وربما يلبون لها احتياجاتها وربما يرون أمور أهم منها.
والأسوأ من ذلك أنها تنتقد العقلية المنتجة وترى أن المرأة المنتجة مقصّرة بشؤون بيتها ولا تحسن تربية أولادها، أما المرأة ذات العقلية المستهلكة فهي أم متفرغة قادرة على الاهتمام ببيتها وأولادها حتى إن بعض من هؤلاء المتفرغات ليس لديهن أي هدف أو وجود وأغلب وقتها بالمنزل ولاتشعر أحد بهذا الوجود الذي طالما تتحدث عنه ودائما تشعر من حولها بأنها ضحّت وتنازلت عن طموحها.
وهنا أسأل من قال لك ياسيدتي أن تتنازلي عن حقوقك، فإن تنازلتي برغبتك فلا يحق لك انتقاد العقلية المنتجة التي تسعى لتحقيق ذاتها وضمان مستقبلها.
العقلية المنتجة ياسيدتي لا تحب أن تمدّ يدها للآخرين وتطلب منهم أقل احتياجاتها وربما يأتي الرد بالقبول أو التأجيل أو الرفض.
المرأة التي تخرج من بيتها لطلب العلم أو العمل ليست امرأة متحررة بل هي نموذج للمرأه العاملة، وإذا كان بعض النساء المنتجات تخلّين عن حجابهن وتبرجن تبرج الجاهلية فهذا لايسيء لكل النساء.
هناك نماذج يٌفتحر بهن الوطن ويٌمثّلن المرأة المكافحة التي لا تسأل الناس إلحاحا.
وإن كانت المرأة الثرية أصبحت مرغوبة كزوجة كما ذكر في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم” تنكح المرأة لأربع .. لمالها ولجمالها ” أو كما قال المصطفى وذكر المال أول الصفات، حتى المرأة التي ترمّلت أو طٌلّقت ففرصتها للزواج كزوجه ثرية أفضل من أن تكون امرأة عالة على الرجل، فلوخٌيّر الرجل بين امرأة أرملة أو مطلقة ذات أولاد وليس لها دخل وترغب به كزوج لكي يكسب أجرها وأجر أولادها لرفض !
وفي المقابل إن وجد امرأة ثرية وجميلة، وفرصته للزواج منها أفضل وأكثر راحة له لذهب لها مسرعا.
فلماذا تسعى المرأة بأن تكون ذات عقلية مستهلكة إذا كانت كل تلك المساوئ بها، وغير مرغوب بها ، لا الزوج يفضّلها ولا الأب يفضّلها حتى الأب يحب أن تكون ابنته معلمة أو موظفة تسانده بعد تقاعده بدلا من أن تزيد حياته بؤسا، وأيضا الابن لا يحب أن تكون والدته مستهلكة كثيرة الطلبات وتهدده بأنه عاق لأنه لم يٌعطِها، بل يفضّل الأم ذات المنصب والجاه لتعطيه وتكون له عونا بعد الله.

..

إن المرأة ذات العقلية المنتجة يفضلها الزوج والأخ والأب والابن، أما المرأة ذات العقلية المستهلكة فلايفضلونها، ويكفي قول أحدهم : كفاية فلانة تحمل همّ نفسها وأولادها، وبعض الشخصيات الديكتاتورية لا تسمح للمرأة الخروج إلى العلم أو العمل حتى لا تكون عقلية منتجة، وحصلت في كثير من البيوت التي هٌدمت بسبب رجل رفض أن تكون زوجته عقلية منتجة ثم أصبح مسؤولا عن أخواته المطلقات ذوات العقليات المستهلكة فأصبح مسؤولا بين ليلة وضحاها عن أخواته وأولادهم، بينما ترك زوجته وأولاده يعيشون في بيت غير بيته يتمتعون في مكان بعيد عن وجهه، وهو الرجل البائس الذي يحصد ما جنته يداه وما كان يملي عليه عقله.
كل إنسان يعيش حسب هواه ويدفع ثمن ما يفكر به، تحفيز المرأة بأن تكون ذات عقلية منتجة يعتبر من مسؤوليات الأب الذي يعلم أنه لن يعيش لابنته مدى الحياة، وأن تجنيده لها بأن تكون امرأة منتجة قادرة على تلبية احتياجاتها، لا تطلب الناس ولا تسألهم إلحافا بعد وفاته.
القضية أصبحت شائكة ولا بدّ أن نضع النقاط على الحروف ما بين الشخصية الإنتاجية والشخصية الاستهلاكية فهناك الكثير من الضحايا.
ويبقى السؤال هل ترغب أن تصنع أبطالا يستطيعون العيش وأكل اللقمة الحلال، أم تريد أن تصنع ضحايا عالة على المجتمع الذي أصبح ممتغصا بوجود كل هؤلاء الضحايا الذين ينتظرون من يعيلهم ومن يعطيهم ومن يطعمهم.
إن مسؤولية كل أب أن يعمل على تحفيز بناته بأن تكون لديهن دورهن في المجتمع ويحصلن على وظيفة بها وتكْبٌر فرصهن للعمل الحلال وتحفيزهن لتعلم مهنة تغنيهنّ من الفقر، وكل ذلك بالتعليم والتأهيل والتدريب.
ويبقى شعار العلم يبني بيتا لاعماد له، والجهل يهدم بيت العز والشرف، وما أحلى أن نجد بناتنا في أحسن مكان وأحسن حال نفرح بهن ونفتخر بهن فنصنع قدوات.
فإعداد الأم أمر شاق فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
وسبحان الله الوهاب الحكيم الذي أمرنا بالسعي لطلب الأرزاق من أجل عمارة الأرض.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button