قبل ايام مضت ، قرأنا خبر ” تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على كل وزير ورئيس جهة مستقلة ، القيام بزيارات دورية لمناطق المملكة ، وتفقد أعمال الجهات المرتبطة به في تلك المناطق، والاستماع لما لدى المواطنين والرفع للديوان الملكي بتقارير مفصلة عن الزيارات التي يقوم بها مع المرئيات، مؤكدا أن الاستماع للمواطنين من أهم واجباتكم ”
وتناول الخبر تفاصيل ذلك التأكيد الذي جاء في تعميم برقي لمختلف الوزارات والجهات الحكومية نص فيه الى ما أشار اليه الأمر السامي الكريم رقم 1334 وتاريخ 1 /9 /1416 القاضي بالتأكيد على الوزراء وكبار المسؤولين بزيارة مناطق المملكة، وافتتاح المشاريع، وتفقدها ، وحضور المناسبات فيها، وتغطية ذلك إعلاميا ”
والحقيقة أن البعض من الوزراء نراهم يسابقون الزمن ، من خلال جولاتهم وزياراتهم المرتبة مسبقا ، والمعتمدة على حضور وسائل الاعلام لنشر تفاصيل الزيارة التي يقوم بها معاليه ، مع مجموعة من الصور المعبرة ، تختتم بحفل غداء أو عشاء تقيمه الجهة لمعاليه بأحد فنادق الخمس نجوم .
أما المواطنون وفائدتهم من جولة معاليه لمنطقتهم أو محافظتهم ، فتأتي في آخر اهتمامات معاليه ، لأن معاليه لم يجعل زيارته مفاجئة بل مرتبة ، فلا يريد أن يدخل ويتفقد مرافق وزارته ويرى مالا يسره .
فما تراه أعين المواطنين من مشاق يومية مع البعض من القطاعات الحكومية يجعل الكثيرين يشفقون عليهم ، فعادة بداية دوام الموظفين تكون بعد تناول الافطار وشرب الشاي والقهوة ، ثم تبدأ مرحلة خروجهم لإحضار الأبناء من مدارسهم ، ثم الذهاب لصلاة الظهر ، ومن بعد العودة للبدء في قراءة الصحف ومتابعة قروبات الواتس آب ، وابلاغ المواطنين بانتهاء الدوام !
ولو قام أصحاب المعالي الوزراء بجولات تفقدية لمرافق وزاراتهم ، لعرفوا حقيقة الأبواب المغلقة لمكاتب المدراء العامون ومدراء الادارات ورؤساء الأقسام ، الذين يدعون حرصهم على استقبال المراجعين وخدمتهم .
وان كنت أتمنى من معالي وزير الشئون البلدية والقروية أن يكون أول من يلبي توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ ونراه أو نسمع عن قيامه بجولة مفاجئة على البلديات الفرعية بمكة المكرمة ، ليرى متى يبدأ دوام رؤساء هذه البلديات ، وكم عدد الأبواب المغلقة أمام المواطنين .
فهل سنرى جولات ميدانية لأصحاب المعالي الوزراء بعيدة عن الاعلام ؟
أم تسبقهم كاميرات التلفزيون وفلاشات الصحافة ومايكات الاذاعة ؟
وهل ستكون هناك تقارير واقعية لا ورقية على طاولات أصحاب المعالي الوزراء لقراءتها ومعالجة ما بها من ملاحظات ؟
ان الدور اليوم على أصحاب المعالي الوزراء للعمل بجد واجتهاد ، ومعالجة السلبيات التي تشهدها وزاراتهم ، والقضاء على الملاحظات المسجلة ، فان كان من حقهم الحصول على مرتبة وظيفية عالية ومميزات خاصة ، فمن حق المواطن أن ينال الخدمة التي وفرتها له القيادة وجندت من أجله كافة الامكانيات والطاقات .
فمتى نفاجأ بجولات أصحاب المعالي الوزراء لقطاعاتهم في مناطق ومحافظات المملكة ؟
1
ماذا دهاك. يا استاذ احمد،،،
اجد مقالاتك هذه الايام تتجه نحو اللا موضوعية !!!
والكثير من المفردات ينتابها نوبة حلم صارخ يمعن النظر في عنق السماء!
اظنني اقرأ مقالك وانت تحاول ان تجعل من مسؤولينا نسخة مقلدة من مسؤولي كوكب اليابان، وهذا الذي كان يرفض وبشدة منذ عهد برامج الشقيري…