حسن شعيب

إمارات الثقافة في يومها الوطني

 في رحلة عودتي من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2017 كانت رفيقة القراءة روايةَ “عيال زايد” للموهبة الإماراتية فاطمة اليوسف ( الحاصلة على المركز الأول في مسابقة قلب شاعري لكتابة القصائد ) مع امتناني للإهداء الفاخر من الكاتبة التي كانت في عمر ابنتي إلا أنّ قلمَها كان بحجم إنجازات وطنها الإمارات .

كان إهداؤها بخطها النسخي البسيط يحمل تطلّعاتِ وَطنٍ ينشدُ سعادةَ أبنائِهِ وكل من يحلّ فيه : “عسى أن تجد بين طيّاتِ ورقي معجزةً تبسِمُ لها شفاك” .. والإمارات لا تملك إلا أن تبتسم أمام ما تصنعهُ من دهشة لكلّ من يزورُها بفارقٍ بين الزيارات يزيدُها جمالاً وإبهاراً .

جميلٌ جداً أن نرى الوطن في عيون أبنائه وعلى مشافِر أقلامِهم كما نراه على أسِنّةِ رماحِهم ذوْداً عن حِماه .. فلم تصنع الإماراتُ حضارةً مادية مجرّدة ؛ فخلف تلك الأبراج فِكْرٌ وعيُونٌ تنظرُ للمَعنى بعينِ العِنايةِ الفائِقة ، ولعلّ تهنئتي لشقيقة السعودية بيومِها الوطني الـ 46 ينطلق من إمارات الثقافة والقراءة والكتاب الذي أولته هذه الدولة عنايةً فائقة أثمرت نتاجاً ثقافياً لا يتوقف عند حدودها لينطلق في الآفاق عبر دعم الكتب والمؤلفين والترجمة التي هي السبيل الوحيد نحو ثقافة العالم ومفتاحها الأقوى .

ويكفي الإمارات فخراً في الثقافة مشاريعها الرائدة  بحجم مشروع “كلمة” للترجمة الذي جاوزت ترجماته من الكتب الأجنبية إلى العربية حتى الآن ما يجاوز 1000 كتاب وقاعدة بيانات لأكثر من 600 مترجم متخصص في كافة المجالات ، ومسابقتها الرائدة في دعم القراءة بين الناشئة على مستوى العالم العربي “تحدي القراءة العربي” التي انطلقت قبل أسابيع في نسختها الثالثة ، ومؤخراً افتتاح متحف “اللوفر” بأبوظبي الذي يحكي مسيرة تطور الفن في مختلف الثقافات والحضارات حول العالم ، وهو مشروع الشراكة الثقافية الضخمة بين الإمارات وفرنسا .

كل ذلك أثمر نهضةً ثقافية على مستوى الكتاب في الإمارات جعلها تتأهّل بحق لاستقبال دُور نشر العالم في معرضين دوليين على أرضها هما : معرض الشارقة الدولي للكتاب ( الذي يعدّ الثالث عالمياً على مستوى معارض الكتب الدولية ) ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب ، وغير ذلك الكثير من المشاريع العملاقة التي ما زالت تفاجئنا والعالم أجمع بين الحين والآخر .

فكل عام والإمارات العربية الشقيقة بتطوّر ورخاء وازدهار ممتدّ بينها وبين أشقائها العرب والمسلمين في كل مكان .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button