عنوان هذا المقال يتحدث عن مستقبل قريب ليمن العروبة, يمن الشهامة, يمن النبل والحضارة وما يلوح في الأفق هو نصر قريب نحفل فيه جميعًا في صنعاء التاريخ السبئي, وسيظل اليمن كما كان أصل للعرب العاربة, وسعيدٌ كما عرف عنه, حكيمٌ كما شاع منه, أما زوبعة العابثين الذين لا يزالون يحاولون العبث بسفه للنيل من عروبة اليمن فهيهات لهم, نرى هذا الطموح بعيدًا على الأقزام, كيف يخرج اليمن من حضنه الدافئ إلى جحيم المجوس, كيف له أن يهنأ خارج هذا الجسم العربي وخارج هذا التاريخ وتلك الحضارة, حتمًا سيهزم الجمع ويولون الدبر, ففي مقال سابق لي في هذه الصحيفة وتحت عنوان:(قطر والخروج عن المسارات العربية) تحدثت بما نصه أن قطر”تحاول الخروج عن المسار العربي عنوة, برغم ما يتطلبه الواقع الاجتماعي وحتى الاقتصادي من عودة عاجلة ودون تلكؤ, فهي لا تزال تكابر بصلف” واليوم هاهي تحاول أن تخرج الأمة من سياقها التاريخي والحضاري وهذه هي حقيقة وواقع معاش من خلال مداولاتهم في المشهد السياسي في المنطقة, وهذا التوجه الخطير للسياسة القطرية وهم يحاولون باستماتة وجاهدين لنسف تاريخ العرب من خلال العبث في قلعته التاريخية يمن العز والأصالة والعروبة حيث قبيلة جرهم, ففي مشهد حي تناقلته برامج التواصل الاجتماعي من داخل الأروقة السياسية في اليمن وفي أعلى جهاتها وقبل ست سنوات تقريبًا سرب مؤخرًا تسجيلات تثبت عبثية قطر في تدخلات سافرة من شأنها إحداث الفوضى وتشرذم المجتمع هناك حد الاقتتال والتناحر, نعم كل ذلك يأتي من قطر والأحداث الماضية التي عرفت بالربيع العربي لا تزال جراحها تنزف من جسد الأمة, لكننا سنضمد جرحنا وسنمضي قدمًا نحو التلاحم والتكامل مع كل محيطنا العربي وهم سيظلون واهمين فخطاهم عرجاء وسعيهم متعثر لأنهم لا يمضون إلا إلى ظلاله وغي في زحفهم اللعين نحو قم وملالي طهران, وبتهورهم الأرعن هذا سيوشم التاريخ في نواصيهم وسم الخزي والعار, فبعد التطورات الأخيرة في الساحة اليمنية وبعد إعلان الرئيس السابق فك الارتباك والشراكة مع الحوثيين اتضح أن لهم تدخلات رعناء وهم يحاولون جذب بعض المؤتمرين للعدول عن القرار فيما عرف بالمصالحة بين أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام، وهذا لاشك جر المنطقة عمومًا واليمن خصوصًا إلى فوضى جديدة بحثًا لموطأ قدم لإيران لعلها بذلك تتمكن وتنشب مخالبها البغيضة في هذا الجزء الغالي من جزيرة العرب لصالح مخططات بعيدة المدى تنشدها إيران, إنه وهم لن يتحقق على حساب الإنسان وجغرافيا المكان والتاريخ والحضارة, وتلك الجهات العابثة لم تعلم أن الشعب اليمني بما فيهم إخوتنا في حزب المؤتمر سوف يهبوا وعلى قلب رجل واحد في وجه هذا المخطط العبثي البغيض الذي سوف يخرج يمن العروبة من مكانتها التاريخية والحضارية, فهي إلى جانب أنها مهد للكثير من الحضارات فقد انطلق من رحم قبائلها العربية ما هو راكزٌ في الوجود وفي وجدان وضمير كل إنسان عربي, واليوم نرى كل الفضائيات العربية والأجنبية تنقل هبة إخواننا اليمنيين في كل الميادين بصنعاء ذكور وإناث وبكل أطياف الشعب اليمني وعلى اختلاف مستوياتهم السياسية والاجتماعية, وهم يتصدون للمشروع الإيراني الممتد عبر الذراع الحوثية العابثة في مقدرات الوطن وإنسانه وسوف يقف معهم كل العرب وسينجح مشروعهم لأنه يتوافق مع القيمة الحضارية والثقافية للإنسان اليمني، وكذا يتوافق مع الذاكرة الاجتماعية والتاريخية العتيدة للعرب, والأنظار مشرئبة نحوك ياصنعاء بل وكل المشاعر والأحاسيس متجهة نحوك لترتدي من جديد ثوب العزة والكرامة بحلته البيضاء التي تعكس ماضي عريق لحاضر زاهي ومزدهر، والمتنامي واقعًا وخيالًا لنردد من جديد المقولة المشهورة والخالدة التي قالها الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- حينما كانت صنعاء أهم محطات العلم والمعرفة “لابد من صنعاء وإن طال السفر”.
1
صنعاء عربية سنية ويارب يتحقق النصر لليمن الشقيق
جميل و مقال رائع وانتظر جديدك
أ / عوضه