قبل أيام مضت افتتح صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، مشروع مباني نادي الباحة الأدبي الثقافي، الذي بلغت تكلفة إنشائه ما يقارب 25 مليون ريال، ويقع على مساحة تقدر بـــ11 ألف متر مربع، بما في ذلك قاعة الشيخ سعيد العنقري الثقافية للمحاضرات والندوات التي تتسع لأكثر من 600 شخص، فغدا المبنى معلما بارزا في المنطقة، وليس هذا بحسب فقد استضاف أكثر من مئة قاص وقاصة ضمن فعاليات مهرجان القصة الأول.
وقبل أن يطالب البعض رجال الأعمال بمكة المكرمة بالعمل على دعم نادي مكة الثقافي الأدبي ماديا لإكمال مبناه المتعثر منذ سنوات، أتوقف أمام مقارنة بسيطة بين الناديين، فنادي مكة الثقافي الأدبي أسس عام 1395هـ، في حين أن نادي الباحة أسس في عام 1415هــ، ويلاحظ أن الفرق بينهما عشرون عاما !
وعلى مدى عشرين عاما مضت استطاع نادي الباحة الأدبي بناء قاعدة جماهيرية، مكنته من العمل على إنشاء مبنى خاص به والحصول على دعم وتبرعات رجال الأعمال، في حين نجد أن نادي مكة الثقافي الأدبي فقد قاعدته التي بنيت على مدى السنوات الماضية.
وفي مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي نجد أن هناك مجلس إدارة يتكون من رئيس ونائب وأعضاء الكل يؤدي دوره ومهامه في خدمة المجتمع، في حين نجد أن مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي يعمل به ثلاثة أشخاص هم رئيس النادي والمدير المالي، والمدير الإداري، فكيف نطالب رجال الأعمال بدعم نادي يعيش حالة من التنافر والبعاد بين أعضاء مجلس إدارته!
وبعيدا عن المقارنة بين الناديين أود أن أتوقف أمام رسالة نادي مكة الثقافي الأدبي والتي تقول “نعمل على أن يكون نادي مكة الثقافي الأدبي مركزا ثقافيا متنوعًا.. وملتقى للمثقفين والأدباء. ينطلق في فعالياته وإصداراته من روح الإسلام، ويجسدها باللغة العربية الفصحى، ويرعي المواهب الشابة في جميع فروع الثقافة .. ويبث روح المنافسة بين منتجيها. وسنعمل على استقطاب ضيوف البلد الحرام لإغناء الحركة الثقافية. ونسعى ليكون النادي مرجعا حقيقيا للثقافة المكية. ومنفتحا على الثقافات الأخرى، بالترجمة منها وإليها”.
وهنا أسال أين هم الشباب الذين تبناهم النادي ؟
وكيف يكون النادي مرجعا حقيقيا للثقافة المكية ولاتوجد به مكتبة ؟
وكيف يمكن بث روح المنافسة الشريفة بين منتسبيه وأعضاء مجلس إدارته وهم مبتعدون ؟
وهل يمكن دعم نادي نصف أعضاء مجلس إدارته مبتعدين فلا هم مستقيلون ولا هم عاملون ؟
إن ما يحتاج إليه نادي مكة الثقافي الأدبي قبل دعمه المادي العمل على إيجاد مجلس إدارة فاعل ومتجانس، يعمل على بث روح المنافسة الشريفة والعمل الأدبي، ويسعى لدعم الشباب ومؤازرتهم، وأن يشارك جميع أعضاء الجمعية العمومية في فعالياته ومناسباته، وألا ينحصر الترشح لحضور المناسبات والفعاليات المحلية والخارجية على نفر محدد وأسماء مكررة.
وإن عمل النادي على محو سلبياته وأظهر إيجابياته، وإعادة روح الألفة والمحبة بين أعضاء مجلس إدارته قبل أعضاء جمعيته العمومية، وحينها فقط يمكن مطالبة المجتمع المكي عامة وليس رجال الأعمال وحدهم بالعمل على دعم النادي ومؤازرته ماديا ومعنويا .
1
إذا كان هذا كلامك عن نادي مكة المكرمة الأدبي وهو ينافس من خلال المطبوعات والفعاليات المشهود لها بالنجاح والتميز في الأعوام القليلة الماضية
أجل ماذا ستقول عن نادي جازان الأدبي الذي مات فعلياً ؟!