حمد الكنتي

ماذا تقول لزوجتك ؟

من خلال مشاهداتي لاحوال الكثير من المتزوجين سواء كانوا شبابا او شيبا لاحظت بان هنالك عدد لا باس به منهم يخفي عن زوجته – شريكة حياته – الكثير من امور حياته ، وتجد بعض الرجال الكبار او السيدات يحذرون ابنائهم واقاربهم من البوح للزوجة ، ويخوفونهم من استشارتها ، وهذا امر غريب حقا !!.

بل يتمادى آخرين فيعترفون بانهم يترفعون عن استشارة زوجاتهم ! ، فتجد الواحد منهم لا يخبر زوجته بأموره ، فضلا عن ان يستشيرها في قضايا حاضره او مستقبله ، او حتى في قراراتهم المشتركة دائما لا يعترف فيها بآراء زوجته ، وكأنها ليست شريكة حياته !.

ورأيت بعض العُزاب يتوعدون الزوجة المستقبلية بالكتمان فيقولون: (المرأة للطبخ والغسيل والولادة فقط ! ) ، ويزيدون في احكامهم المتطرفة فيقولون: ( المرأة ضعيفة وليست مكان للاستشارة ، ولو اخبرتها عن امر من امورك ستدمره لك بقلقها ، وقلة عقلها !!) وغيرها من الافكار الكثيرة التي لو اتبعها الانسان لتحولت حياته الزوجية الى جحيم ، وظلت في مستوى اداء الواجبات فقط !.

ولو عدنا الى سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لوجدنا بانه يتحدث مع زوجته ، ويخبرها عن اموره الخاصة ، ويستشيرها كما استشار الصحابية ام سلمة في عمرة القضاء ، فكانت لها خير استشارة .

ولو استعرضنا سيرة الكثير من الناجحين لوجدنا بانهم كانوا يستشيرون زوجاتهم في كل شيء ، ويكتبون ذلك بفخر في سير حياتهم التي تزدان بها رفوف المكتبات ، ويقتنيها السائرون على طريق النجاح كل يوم .

وانا متأكد بان النساء يختلفون ، فهنالك من اذا اخبرتها بأمرك زادتك قلقا وخوفا وربما ناضلت لكي تمنعك ! ، وهنالك من اذا استشرتها في امر ظنت ظنونا اخرى ! ، وهنالك من اذا استشرتها اشارت عليك بخير اشارة ، وتركت لك الراي النهائي لتبارك لك خطواتك .

وسميت الزوجة (بشريكة الحياة) لكي تكون رافدا لك في حياتك ، تشير عليك ، وتقترح لك ، وتدعوا لك عن ظهر غيب لتسير ويد الله ترعاك ، وفي ذلك قال المثل: ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) .

حكمة المقال

الحياة الزوجية اوسع من الاكل والشرب والنوم .. فشريكة حياتك ليست عدوا لك ، فهي تحب لك الخير ، وربما وجدت في استشارتها خير يفتح لك ابواب لم تكن تعلم بها .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button