الصواريخ البالستية الحوثية-الإيرانية التي تمزقها الدفاعات الجوية السعودية بين فترة وأخرى هي صواريخ لا تمثل إلا الكيد الإيراني والكراهية التي تتسعر في صدور الفرس ضد العرب، تلك الصدور التي امتلأت بخلطة من الطائفية والعنصرية غيبت عن أصحابها أبسط قواعد الأخوّة الإسلامية فاختارت البكاء على أساور كسرى تحت غطاء البكاء على حسين وثارات حسين.
تلك الصواريخ الكيدية هي تصعيد إيراني خطير لأنها نار محرقة تضعها في يد من لا يعي خطورة اللعب بها، وهي نقاط معاينة تتعلم منها إيران كيف تدير مخطط الشر الذي نذرت نفسها له في بلاد العرب وفي بلدان العالم، وهي تجارب عملية لفعاليات الأذناب الذين زرعتهم في مواقع كثيرة من شام ومن يمن، وأخيرا فهي تجارب واقعية لصناعتها الصاروخية التي تعكف عليها تحت نظر العالم وسمعه.
هي صواريخ تأتي من اليمن لكنها لا تمثل اليمنيين اطلاقا، لا تمثلهم أبدا فاليمانيون كادحون شرفاء تستهويهم الحكمة وتشغلهم لقمة العيش، يعرفون معنى الجار ومكانة الجيرة، أهل شيَم وقيَم تمتاحها نفوسهم العزيزة من عمقهم الحضاري التليد ومن ايمانهم الذي ارتبط بهم حتى كان الايمان يمان والحكمة يمانية، ولذلك كان هناك شاعر يمني أصيل يرسل تحيته للشعب السعودي من قلب تعز التي يحاصرها أذناب الفرس، أمسينا على أخبار صاروخ فارسي وأصبحنا على باقة ورد قادمة من يمن العروبة ونشرتها جريدة الرياض معطرة بالحب.
الشاعر هو المستشار المعماري المهندس عبد الكريم نعمان، وهو ابن الوزير الشاعر عبد الله نعمان الذي كتب كلمات النشيد الوطني اليمني (عن الأستاذ محمد العرفج) وأسرة آل نعمان أسرة أدب وعلم ورياسة، وقد جاء في مطلع قصيدته التي نشرتها جريدة الرياض يوم الأربعاء (2/4/1439) :
كَمْ ضَوْءِ أَلْفِ صَبَاْحٍ قَدْ سَــرَىْ فِيْهِ
وَالشَّمْسُ أَرْخَتْ مُحَيَّاْهَاْ بِعَـــــيْنَيْهِ
وَالْغَيْثُ يَهْمِيْ وَرَوْحُ الْغَيْمِ بَاْسِـــمَةٌ
وَالْمَاْءُ يَصْـــــفُوْ لِظَمْآنٍ بِرَاْحَـــيْهِ
وَالعُشْبُ مِنْ وَرَفٍ فِيْ شَوْقِ مُبْتَهِلٍ
إِلاَّ يَمُــــــــــرُّ بِجَنْبَـــــــــيْهِ يُحَيِّيْهِ
وَالْوَرْدُ بَثَّتْ بِبَاْبِ الْفَجْــــــــرِ لَهْفَتَهُ
عِـــــطْرَاً عَلَىْ يَدِهِ إِلاَّهُ يُهْـــــــدِيْهِ
وَالنُّوْرُ يَسْعــــَىْ عَزِيْزَاً عِنْدَ جَبْهَتِهِ
وَالْلَّيْلُ يَغْفُوْ غَضِيْضَاً عِـنْدَ كَـــفَّيْهِ
سَـــــــــلـْمَاْنُ سَـــيْفٌ وقرآن يُؤهِّلُهُ
وَاللهُ عَبْــــقَرَهُ نَصْرَاً يُجَـــــــاْرِيْهِ
يَاْ مَنْ تَلَاْقَتْ عَلَىْ مِيـــــــْقَاْتِهِ دُوَّلٌ
فَالمَـــــجْدُ وَالْعِزُّ وَالتَّاْرِيْخُ يَرْوِيْـهِ
مَرَّ الْمَلِيْكُ هُنَاْ تَحْدُوْهُ مَوْهِـــــــــبَةٌ
حُـــبُّ الْبِلاْدِ وَحُبُّ النَّاْسِ يُرْضِيْهِ
كُلُّ الْبِلْادِ تَسَــــــــاْوَتْ فِيْ عباءته
وَالنَّاْسُ فِيْهَاْ تَسَاْوَتْ فِيْ مَسَاـــْقِيْهِ
ومن أبياتها الوضيئة:
يَاْ مَنْ تَوَاْلَتْ حَــــمَاْمٌ فَيْءَ رَاْحَـتِهِ
وَالصَّـــــقْرُ لَاْقَىْ كِنَاْنَاً فَوْقَ كَتْفَيْهِ
وهكذا فإن الكيد لم يكن يوما في أهلنا أهل اليمن، فإن كان الفرس قد زرعوا بينهم ذنبا ليطالب بسواريّ كسرى نيابة عنهم، فإن طوفان المحبة أقوى من كيدهم وهاهم على الأرض يدا بيد مع أشقائهم من دول التحالف العربي حتى تطهير اليمن العربي من كل كيد.