عبدالرحمن الأحمدي

سَاهر على صنْدوق النِفايات

لم يكن للمجتمع أن يتناسى في بدايات تفعيل نظام ساهر تلك الحيل الساذجة من الجهات المسؤولة عن رصد تجاوزات سرعة المركبات. حين كانت تضع أجهزة المراقبة خلف الأشجار، أوفي المنعطفات المفاجئة، أوخلف السيارات الخربة. حتى أعاد لنا موظف ساهر مؤخرا صورا من تلك التصرفات غير الحضارية .. ! فهل يعقل وفي مخالفة للذوق والرقي أن يوضع جهاز الحاسوب الشخصي على طرف صندوق القاذورات،وفضلات الطعام ومايحويه ذلك الصندوق من جراثيم ناقلة للأمراض. حقيقة لانعلم كيف يَطيب ذلك المكان الموبوء للموظف المختص..!؟ فصحة الإنسان ثمينة..ولكن يبدو أنها رسالةواضحة جدا وصلت للسائقين وللموظفين أنفسهم بأن تحصيل الغرامات مقدم على أي ظرف آخر..! وإلا كيف يفسر ماحدث..؟

نذكر في بداية تطبيق نظام ساهر في مدينة تبوك طالبت إمارة المنطقة في حينها بضرورة عمل إرشادات إيضاحية متنوعة قبل التطبيق الفعلي ؛ لتوضيح أهمية الالتزام بالسرعة القانونية؛ لكي يكون كل السائقين على علم بالإجراءات المتبعة، وحتى لا يحصل استغلال غير مبرر كما حصل في مدن عديدة من خلال التحصيل المالي للجزاءات المفروضة. ولكن للأسف في المشهد الأخير لموظف ساهر يبدو أنه مايزال يحن للتصرفات السابقة لزملائه في التحايل على قائدي المركبات. وبطبيعة الحال من أجل حصد أكبرقدر ممكن من الغرامات المادية.وعليه نتساءل هل نظام ساهر وضع فقط للسلامة المرورية وأن السلامة هي الدافع الرئيس لهذا النظام الحديث وليس أي هدف آخر ..؟

إن على القائمين على نظام ساهر البعد عن الأساليب الاحتيالية والمتمثلة في استغلال الأماكن غير الواضحة المعالم. والتي بسبب هذه الأساليب الملتوية تُعطي صورة سيئة في مخيلة الناس عن آلية الإجراءات .. من حيث التلهف على تحصيل أكبر قدر من الرسوم وبحجة تجاوز السرعة المحددة . والذي يجب أن يكون هنا هو التأكيد للجميع أن الفكرة من وجود هذا النظام هو المحافظة أولا وأخيرا على سلامة مرتادي الطريق. مع أهميةإبداء النية الحسنة ومن خلال المسؤولية الاجتماعية في المجتمع عبر المشاركة في المناسبات الاجتماعيةالعامة، وبالتعاون المثمر مع المستشفيات وخاصة ضحاياالحوادث.فهل نرى الجهات المشغلة لنظام ساهر تتراجع عن الأسلوب الخاطئ هذا..بوضع كاميرات المراقبة في أماكن واضحة للجميع.

Related Articles

3 Comments

  1. هدف ساهر ربحي مادي
    وليس السلامه
    فالكل الآن مع الخطوات الحديثه
    اصبح مدمن ضرائب باي وسيله كانت
    حسبي الله ونعم الوكيل

  2. فعلا الى الان يخفون كامرات ساهر تحت الاشار ومنعطفات الكباري او خلف الجسور وواضح ان الهدف مادي وليس توعوي للمواطنين والمقيمين نتمنى من كل الصحف مناقشة هذا الموضوع وطرحه حتى يصل الى صناع القرار ليتم تغيير هذا التصرف من انظمة ساهر والعاملين بها لك شكري وتقديري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button