الأمير عبدالله بن بندر والمشاريع المتعثرة

خلال جولاته على محافظات منطقة مكة المكرمة، اطّلع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر، نائب أمير منطقة مكة المكرمة على أوضاع العديد من القطاعات الحكومية الخدمية، والتقى بالمواطنين واستمع إلى مطالبهم وشكواهم، بعيدًا عن المظاهر الاحتفالية والمشاركات الشعرية التي ألفنا مشاهدتها كلما قام مسؤول بزيارة لموقع ما والتقى بالأهالي.
ومنذ بدء جولة سموه حتى الساعة لم تظهر لوحة ترحيبية بالطريق أو على مدخل محافظة، فالجولة كانت بهدف الاستماع لمعاناة المواطنين وحل مشكلاتهم، والعمل على إيصال الخدمة لهم بالشكل الصحيح والسليم لتعم الفائدة الجميع، وينال المواطن حقه كاملًا.
وفي جولة سموه لمحافظة القنفدة رأينا وسمعنا معاناة طالبة من الكلية الجامعية بالمحافظة استوقفت سموه، لا للترحيب به بكلمات نثرية أو قصيدة شعرية، لكنها نقلت معاناتهن مع مبنى الكلية، وهنا كان رد سموه واضحًا إذا قال: “ابشري الآن أمر وأشوفها ولاة الأمر ما يقبلون بأي تقصير أوعدك أن أمر بالموقع”، ولم تكن هذه الكلمات إرضاءً للطالبة وإسكاتًا لانفعالها، لكنها كانت كلمات صادقة مقرونة بأمانة العمل التي حملها سموه فسارع ليرى تلك المعاناة ويوجه بالقضاء عليها.
ولم يكن الاستماع لشكاوي المواطنين أو معاناتهم هي العمل الذي قام به سموه، فخلال جولته لمحافظة رابغ، وجه بدراسة سحب مشروع تطوير الواجهة البحرية برابغ من المقاول المنفذ بشكل عاجل، وذلك بسبب رداءة التنفيذ خصوصًا في أعمال الرصف والممرات.
وهو ما حدث في محافظة تربة إذ وجه سموه بسرعة إنهاء إجراءات سحب مشروع الإسكان من المقاول الحالي، وطرحه بشكل عاجل على مقاول آخر يمتلك الخبرة والسجل الجيد في إنجاز مثل هذه المشاريع.
ومثل هذه الخطوات التي قام بها سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة، في جولاته هي ما يبحث عنها المواطن، وأملنا في سموه أن يقوم بجولة ميدانية بمكة المكرمة، ليرى كيف غدت شوارع وطرقات مكة المكرمة مليئة بالحفر والمطبات، وكيف غابت الحدائق عن المخططات السكنية وتحولت لمرمى نفايات، وأصبحت بعض المشاريع مجرد صبات خرسانية تغلق الشوارع كما هو حادث في تقاطع الستين، فيما أصبحت الأخرى مجرد مشاريع نصفية كمشروع كوبري النورية الذي أدخلنا العالمية.