من أعجب الاستخفاف بمشاعر الآخرين كلمات مخملية وردت بمناسبة بدء تفعيل حساب المواطن المالي.. وهو أنه بإمكان صاحب الحساب التوفير الجيد من المبلغ الوارد . وهذه التصريحات الوردية عادة ماتكون على المنصات الإعلامية.. ولكن في أرض الواقع فهي أشبه بالمستحيل ؛ نظرا لمحدودية المبلغ . ومن جهة أخرى لكلفة المصروفات اليومية. عموما الذي يده في الماء.. ليس مثل الذي يده في النار ياصاحب المعالي .أي نعم هي تساعد في سد جانب معين من ضمن جوانب التكاليف. ولكن ليس كل التكاليف الحياتية. فعلى الرغم من توقع الكثير من الاقتصاديين في بداية تغير المؤشرات المحلية.. بنزول ملحوظ في معظم الأسعار إلا أن كثير منها مازالت حتى الآن في مستواها السابق..!
وحقيقة يشكر القائمون على الموقع الرسمي لحساب المواطن؛ للتوضيح الجيد للعملية الحسابية المطبقة بشأن مختلف الأسر،وعلى استقبال الشكاوى الالكترونية من المواطنين في حال اختلاف المبالغ ؛ نظرا للتباين في حسابات المواطنين. فبعض أصحاب الأسر تحصل على مبلغ ثلاثمائةريال فقط، وثانٍ تحصل على مبلغ أربعمائة ريال، وثالث تحصل على مبلغ سبعمائة ريال وهكذا .. فعلى الرغم من قرب التشابه العددي الأسري فيما بينهم.. لكن وجدت الاختلافات..وللوهلة الأولى نلاحظ مبدئيا أن الدقة تكاد تكون غابت على المختصين في الاحتساب الصحيح لرب الأسرة والتابعين له، كما أن العملية بكاملها اعتمدت على معرفة الدخل . ولم تأخذ في الحسبان أبدا مقدار الالتزامات الشهرية المرهقة. فياليت كان التريث هو سيد الموقف وخاصة أن العملية كاملة لم تكن وليدة اللحظة.. بل استغرقت شهور عديدة من البحث قاربت العام.
وإن كان من رجاء عاجل نرفعه للجهات المسؤولة عن حساب المواطن هو التأكد من صحة الاستحقاق للمواطنين الآخرين ممن لم تنطبق عليهم الشروط الرسمية. فالغالبية ظروفهم المادية متشابهة. من حيث متوسط الرواتب، وكافة المصاريف اليومية. وخاصة وأنهم بطبيعة الحال من أصحاب الدخل المحدود .كما نأمل العودة إلى طريقة صرف الرواتب بالشهر الهجري؛ حتى يمكن تحقيق المزيد من التكامل بين حساب المواطن وبين راتبه. ولسد الفجوة المتوقعة بعد تطبيق الضريبة على الخدمات. وليس موضوع صرف الرواتب بالأبراج بالضرورة الملحة. بل هذه الطريقة المستحدثة أحدثت ربكة في ميزانيات الأسر، وفي طريقة محاسبة العمالة المنزلية. التي لا تعرف قبض راتبها إلا نهاية كل شهر هجري. بل الجميع اعتاد على الصرف السابق.