في موقف أراه عادلا وقفت الدولة إلى جانب فئات معينة من المواطنين لمواجهة ما قد يترتب على الإصلاحات الاقتصادية الراهنة من صعوبات تتطلب تضحيات مخلصة ودعما مناسبا موجّها فكان حساب المواطن الذي تم بناؤه على معطيات كدخل الأسر وعدد أفرادها وأعمارهم، وقد تم إيداع الاستحقاقات مؤخرا فكانت حديث الناس لعدة ليال مضت.
حديثي عن حساب المواطن لا صلة له بالأهلية ولا بمقدار الاستحقاق فقد سهر عليهما رجال متخصصون أمضوا فترة ليست بالقليلة حتى وصلت إلى شكلها النهائي، وبعد اكتمالها تركوا الكثير من أبواب المراجعة أمام المواطن سواء كانت مراجعاته تتعلق بالأهلية أو كانت تتعلق بالاستحقاق، وفق مواعيد محددة وعبر قنوات مختلفة.
حديثي هنا يتناول الدعم باعتباره خطوة لمواجهة حالة اقتصادية طارئة، وبصرف النظر عن محتواها فإني أراها خطوة لا تكفي حتى لو وصل الدعم إلى ما يعادل الراتب، لا تكفي مادام المواطن لم تصله صورة واضحة عن طبيعة تلك الزيادات وعن أساليب مواجهتها، ولا تكفي مادامت رقابة الأسعار على حالها قبل الإصلاحات وما يترتب عليها.
يدخل المواطن على يناير وكأنه يدخل على يوم القيامة، سلاحه في ذلك اجتهادات وسائل التواصل أو معلومات تخصصية لا يفهمها إلا المتخصص، ولذلك انطلقنا في شراء كميات من الحاجيات لا تناسب إلا البيات الشتوي، وبدأ اصحاب المحلات في تغيير وجوههم تحسبا لبعبع يناير، لذلك رأيت أن حساب المواطن لا يكفي مهما كانت المدفوعات مالم يصاحبه تنوير الناس ورقابة صارمة وعقوبات فورية لمن يستغل الإصلاحات من أهل التجارات.
1
كلام رائع من الكاتب ، وبحاجة الى إجابة ،