من أهداف حوكمة الشركات حماية المساهمين وأصحاب المصلحة؛ وذلك من خلال ضبط سلطات كل من الجمعية العمومية ومجلس الإدارة والإدارة التنفيذية.
ولكن وبكل أسف على النقيض من ذلك نجد من أطلقت عليهم طرزان مجلس الإدارة المنتشرين في الشركات السعودية بشكل كبير وملموس في ظل افتقار لائحة حوكمة الشركات لأي مواد تحكم السيطرة على التكتلات والشللية في مجالس إدارات الشركات المساهمة بشكل خاص وأيضا ضعف هيئة سوق المال السعودي في الرقابة على الشركات المساهمة العامة والخاصة في ذلك الجانب.
طرزان مجلس الإدارة هو شخص يعشق العنصرية والمناطقية يتكاثر في أكثر من شركة يعيش على المكافآت السنوية، وتذاكر السفر، وبدل حضور الجلسات، وإنشاء اللجان الفرعية من أجل زيادة دخله ويعاب عليه التدخل في أداء أعمال الإدارة التنفيذية ففي كل حفل للشركة يكون هو المتصدر، وفي رحلات العمل الخاصة بالتعاقدات والصفقات المليونية تجده أول الحاضرين وفي تكريم الشركة في المحافل المحلية والدولية تجده أيضا متصدرا
وأيضا يسعى على البقاء وحيدا متربعا في الصدارة من خلال إزاحة أي شخص يحاول البروز أو النجاح أو يقوم بمخالفة أهدافه ودوافعه الملتوية إما بالفصل أو التهميش وغيرها من الطرق الجائرة وذلك بمساعدة الشلة المنتفعة من يرونه ولي نعمتهم، كل ما ذكر من تحايل على الأنظمة واللوائح هو للأسف على حساب المال العام وحقوق المساهمين وأصحاب المصلحة.
رسالتي هنا إلى معالي وزير التجارة ومعالي رئيس هيئة سوق المال السعودي، لا أظن أن تلك التجاوزات تخفى على معاليكم وخصوصا أن بعض من أطلقت عليهم طرزان مجالس الإدارة تم القبض عليهم في قضايا فساد، ولكن وبكل أسف لازالت شلتهم تعمل على تسيير الأعمال للحفاظ على مصالحهم الشخصية المشتركة، أقولها بصوت عال أتمنى أن نرى عام 2018 خاليا من ذلك الداء الذي أرهق اقتصاد الوطن من خلال إضافة ملحق للائحة حوكمة الشركات متضمنا مادة خاصة بعلاج ذلك الداء المدمر لاقتصاد الوطن.