كلمة مكة

مظلمة الشعب السوري تطارد الملالي ؟!

هل هو زمن التغيير و فرصة لتصحيح وضع خاطئ في إيران أم سينجح الملالي في الإلتفاف على المطالب العادلة والمحقة للشعب الإيراني الأبيّ ؟
على مايبدو أن حرية نظام ولاية الفقيه المفصَّلة على مقاسه تحتاج لانتفاضة ليعيد النظر في خياراته الاقتصادية والسياسية الفاشلة فكانت أحداث 95 , 2001, 2015 ؟! مع ذلك لم يعدم النظام مبررا في توزيع الاتهامات داخليا وخارجيا للالتفاف على الغضب الجماهيري العارم !.

إن النظام الذي أدمن على إثارة الفوضى و تصدير الشغب ونشر الفتن والقلاقل في المنطقة يرفض التدخل الخارجي في شؤونه في محاولة لتقسيم وفرز المتظاهرين و تشويه صورتهم وتبرير استخدام العنف المفرط الذي أودى بحياة 22 مواطنا و جرح المئات ؟!
هل سينجح الملالي في الإطاحة بإرادة الشعب الإيراني وفرض الأمر الواقع و الذي نجحوا منذ عام 1979م في فرضه بالقهر والجبروت والتدليس بإسم الدين؟ .

أكثر من سبعين مدينة تنتفض اليوم ضد ظلم الملالي ولم تنجح محاولات النظام في قطع الأنترنت و إغلاق المواقع و القتل من محاصرة الشعب و إشعاره بأنه محاصر لأنها ببساطة إنتفاضة حرية و عودة للوعي وليس فقط انتفاضة خبز و تعبير عن عشرة ملايين جائع اليوم في إيران ! إنها لحظة تاريخية تشهد تحولاً كبيراً لتصحيح مسار بلد و شعب بحجم إيران التي قزمها الملالي .
الراصد ليوميات الثورة الإيرانية في أيامها الخمس الماضية يلحظ ارتفاع سقف المطالب و تجاوز خطوط حمراء في حسابات النظام بتمزيق صور ولافتات مرشد الثورة الإيرانية والمرجعية الدينية للاثنى عشرية في إيران وحول العالم مما أفقد نظام ولاية الفقيه اتزانه وهو الذي فكر وعمل وخطط لتصدير ثورته خارج حدوده فإذا بها اليوم يهال عليها التراب من أبناء الشعب الإيراني الذين ولدوا غالبيتهم في ظل هذا النظام !!
تهديد النظام بإخراج شارع الموالاة ضد المتظاهرين هو تلويح بأنه لا محرم لدى الملالي ولو كانت الحرب الأهلية بل لا يستبعد أن يلجأ الملالي لميلشيات حزب الله كما فعل حليفهم المجرم في سوريا ؟!
على ما يبدو أن سر هذا التخبط والعشوائية من النظام المستبد في إيران هو ما تمثله هذه الاحتجاجات من تحدٍ كبير وتهديدٍ خطير لبنية النظام وما يمثله و فضح صورته المزيفة التي لطالما روجها وخدع بها الشعب الإيراني المقهور الذي أعلن بخروجه إلى الشوارع براءته من دماء الشعب السوري والعراقي واليمني فقد فاض به الكيل ولم يعد أمامه مجال للصبر مع نظام مارس كل الجرائم وارتكب كل الآثام باسمه فحان وقت الانفجار لإخراج المكبوت منذ اندلاع ثورة الخميني وضد حكومة للمصادفة أنها تحسب على التيار الإصلاحي وليس المحافظين ؟!
هل تقدر الطغمة الحاكمة في طهران والجاثمة على صدر هذا الشعب النبيل و تسببت في إفقاره وتبديد ثروته بأكاذيب و شعارات مزيفة على منح تراخيص للتظاهر لمن يعتبر الملالي أن مطالبهم محقة ؟!
لقد عمد نظام ولاية الفقيه على تأجيج الطائفية في العالم السني لنشر الفوضى والفتن ولإيجاد موطئ قدم لميلشياته التي عاثت فساداً في سوريا والعراق و اليمن والحبل على الجرار ولكنه اليوم على موعد مع الحساب .
نعم لن ينجح الملالي في عزل المتظاهرين عن الشعب مع اتساع رقعة الثورة وستكون الكلمة الأخيرة للشعب ولن تضيع منه ثورته هذه المرة ببريق شعارات مزيفة و غير حقيقية.
وسبحان من يمهل ولا يهمل

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button