لأول مرة منذ مقتل الرئيس السابق صالح الذي قتله الحوثيون مطلع شهر ديسمبر الماضي ، وبالتزامن مع أول يوم من دخول السنة الجديدة 2018 ، أصدر ما يسمى برئيس المجلس السياسي الانقلابي في صنعاء صالح الصماد ، حزمة من القرارات المتضمنة تعيينات جديدة في بعض وزارات حكومة الانقلاب وتعيين محافظين لبعض المحافظات الجنوبية ، وهذه القرارات تعتبر بمثابة فضائح لجماعة الحوثي ، ودلائل على توجهها الاقصاءي وبرنامجها العنصري والفكري .
تلك القرارات التي كانت محصورة على السلالة الهاشمية والشخصيات التي تتبع الحوثي وتوالي جماعته ولاء تام ، أظهرت التوجه الحوثي نحو اقصاء واستبعاد واجتثاث شريكهم المؤتمر جناح صالح ، ففي الوقت الذي تتشدق به جماعة الحوثي بالشراكة مع جناح المؤتمر الذي كان يقوده صالح وتضغط عليهم بمساندة الإنقلاب وتأييد ما فعلوه بصالح ، ايضاً في نفس الوقت يقصونهم ويستبدلون الشخصيات التي كانت تتبع صالح بشخصيات تتبع الحوثي .
تعيين الجاسوس التابع للإستخبارات الإيرانية عبدالسلام جابر وزيراً للإعلام ، يدلل على ان الجماعة الحوثية جعلت الإعلام التابع لها مؤسسة استخباراتية تتلقى سياستها الإعلامية من إيران مباشرةً ، ويشرف عليها كبار القيادات الإيرانية الأمنية الاستخباراتية التي تراقب وتطلع على التقارير المرفوعة بشكل يومي وتقيم الاداء ، وتصدر توجيهاتها وملاحظاتها بما ينفذ اهداف الخطة المرسومة بحذافيرها .
أحمد ناجي عبدالله دارس الذي تم تعيينه وزيراً للنفط ، هو شخصية قبلية من برط الجوف وتمثل قبيلة ذو محمد المنتشرة في إب وغيرها من المحافظات ، إذ أثبتت هذه الشخصية ولاءها للحوثي وجعلت اغلب قبيلتها يساندونه ، ففي إب اصبح اغلب هذه القبيلة مرافقين لقيادات الحوثي وجنود لها في الجبهات.
تعيين محافظي لمحافظة عدن العاصمة المؤقتة للشرعية ، ومحافظة أبين مسقط رأس الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ، ومحافظة سوقطرى ، يعتبر مجرد افلاس وهراء وتخبط وهلوسة .
فهذه المحافظات الجنوبية محررة وتحت سيطرة الشرعية ولا يوجد للحوثي داخلها جبهات وليس هناك من ابناءها من يقاتل في صفوفه حتى يعين لها محافظين .
محافظة سوقطرى ليس فيها من يقف مع الحوثي سوى شخص واحد وهو الذي تم تعيينه محافظاً لها …. اي ان ذلك الشخص لم يتبعه من ابناء سوقطرى إلا ذاته فقط … يدير نفسه وأجزاء جسمه !!