أ. د. عائض الزهراني

شادو بالرحلة و التاريخ

تعد الرحلات مفصل من مفاصل التاريخ الذي يحكى قصة الإنسان في هذا الكون ويعرض لنا مراحل تطور الفكر الانساني في ميادين المعرفة ويشهد على ذلك نص تاريخي للرحالة بورك هارت ” بواسطة التاريخ أقف على حافة الكون ، وأمد ذراعي نحو منبع الأشياء فيبدو لى التاريخ شعراً يدرك بالحدس” الرحلة بصفة عامة انتقال في الزمان والمكان ، قصد الاطلاع على آفاق جديدة من البلدان المجهولة ، وقد يصل الأمر بصاحبها إلي تسجيل أهم ما يتعلق بها فيما يصبح وثيقة هامة ، في مختلف المجالات ، تفيد الباحث والمؤرخ ، في معرفة مرحلة دقيقة وعميقة من تاريخ البلاد والعباد التي زارها الرحالة.
فالرحلة تمنح الباحث ،، في فضاء التاريخ و تضاريس الجغرافيا وميادين العلم المتنوعة والمتعددة ، تمنحهم منجما ثريًا وواقعيًا ، نابضًا بروح الحياة، بعيدًا عن رتابة كتب الوقائع، وملل كتب الحوليات، وجفاف كتب التاريخ الرسمي، ونفاق المؤرخين المكلفين، وجمود جامعي الأخبار ، وناقلي سرد الروايات .
وطرز لها رحالة بأدق عبارة :
الرحلة ،، متعة التاريخ ، وتاريخ المتعة ، وهي لذة المشقة ، وعين الجغرافيا، ومنظار الفلك ، ومسبار الأنثروبولوجيا ، وجسر الخبرات بين الأمم، وهمزة الوصل بين الشعوب، والرحلة ، هي سفير السلطان ، ووثيقة المؤرخ ، ومكتبة العالم وحنكة السياسي ، ورافد الأديب الذي لا ينضب.
وكأن الإنسان مخلوق رحالة، من عصر إلى عصر، ومن مرحلة إلى أخرى، يعيش حياته متنقلاً عبر الزمان والمكان، يرتاد الآفاق، ويخترق الأعماق.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button