تعد الرحلات مفصل من مفاصل التاريخ الذي يحكى قصة الإنسان في هذا الكون ويعرض لنا مراحل تطور الفكر الانساني في ميادين المعرفة ويشهد على ذلك نص تاريخي للرحالة بورك هارت ” بواسطة التاريخ أقف على حافة الكون ، وأمد ذراعي نحو منبع الأشياء فيبدو لى التاريخ شعراً يدرك بالحدس” الرحلة بصفة عامة انتقال في الزمان والمكان ، قصد الاطلاع على آفاق جديدة من البلدان المجهولة ، وقد يصل الأمر بصاحبها إلي تسجيل أهم ما يتعلق بها فيما يصبح وثيقة هامة ، في مختلف المجالات ، تفيد الباحث والمؤرخ ، في معرفة مرحلة دقيقة وعميقة من تاريخ البلاد والعباد التي زارها الرحالة.
فالرحلة تمنح الباحث ،، في فضاء التاريخ و تضاريس الجغرافيا وميادين العلم المتنوعة والمتعددة ، تمنحهم منجما ثريًا وواقعيًا ، نابضًا بروح الحياة، بعيدًا عن رتابة كتب الوقائع، وملل كتب الحوليات، وجفاف كتب التاريخ الرسمي، ونفاق المؤرخين المكلفين، وجمود جامعي الأخبار ، وناقلي سرد الروايات .
وطرز لها رحالة بأدق عبارة :
الرحلة ،، متعة التاريخ ، وتاريخ المتعة ، وهي لذة المشقة ، وعين الجغرافيا، ومنظار الفلك ، ومسبار الأنثروبولوجيا ، وجسر الخبرات بين الأمم، وهمزة الوصل بين الشعوب، والرحلة ، هي سفير السلطان ، ووثيقة المؤرخ ، ومكتبة العالم وحنكة السياسي ، ورافد الأديب الذي لا ينضب.
وكأن الإنسان مخلوق رحالة، من عصر إلى عصر، ومن مرحلة إلى أخرى، يعيش حياته متنقلاً عبر الزمان والمكان، يرتاد الآفاق، ويخترق الأعماق.
0