عندما يقع عدد من فريقك وأتباعك وأنصارك وجنودك أسرى عند خصمك، فإن ذلك لا يستوجب عليك إيقاف المواجهة وتغيير الموقف، فالأسرى لا توقف حروب ولم تغير مواقف، ولو كل من وقع من فريقه أسرى عند خصمه أوقف معركته وغير موقفه لتوقفت كل الحروب وتغيرت كل المواقف بسبب الأسرى.
ومن يستخدم أسراه كمبرر لتغيير موقفه وإيقاف مواجهته مع خصمه، فهذا شخص سطحي ينظر إلى قضية ذاتية ويتجاهل قضية عامة، ويستخدم عذرا أقبح من ذنب.
هناك أسرى لدى جماعة الحوثي من عائلة الرئيس هادي، وهو أخوه ناصر منصور هادي الذي أسره الحوثي في بداية الحرب، وهناك أسرى من عائلة صالح الذين أسرهم الحوثي عند المواجهة التي انتهت بمقتل صالح، ودعونا نقارن بين نظرة وموقف الطرفين عائلة هادي وعائلة صالح نحو أسراهم.
الرئيس هادي لم يجعله أسر أخيه ناصر يتراجع عن موقفه، ويوقف حربه على جماعة الحوثي ويسعى لمراوغتهم والاستسلام لهم.
هادي لم يتجه لمفاوضة الحوثي من أجل إطلاق شقيقه، ولم يجعل قضية أخاه ناصر هي القضية الرئيسية والهامة.
والسبب أن هادي ينظر لليمن كقضية عامة، يهمه اليمن كلها وتحريرها وتخليصها من كل الشرور والفتن والمشاريع الهدامة.
هادي ينظر إلى اليمن أنها أغلى من نفسه ومن أبنائه وإخوانه وكل ما يملك.
لذا لم يستطع الحوثي أن يجعل من تم أسرهم من عائلة هادي ورقة ضغط على الرئيس هادي إطلاقا.
أحمد علي عبدالله صالح وابن عمه يحيى، جعلوا الأسرى الذين أسرهم الحوثي من عائلة صالح كأبناء صالح مدين وصلاح وأبناء أخيه كمحمد بن محمد عبدالله صالح هم القضية الرئيسية والهدف الهام، وأصبح كلما يهمهم هو إطلاق أسراهم فقط من سجون الحوثي، ولذا استخدموا موقفا غامضا وغير قوي بعد مقتل صالح في صنعاء على أيدي الحوثي، وشحذوا كل همهم وتواصلاتهم وأمكانياتهم من أجل إطلاق أسراهم.
أحمد علي يصدر بيانا ضعيفاً وركيكاً بعد مقتل والده، ولم يحدد قتلة أبيه في جملة واحدة ويدعو كل المؤتمريين والقبائل للاستمرار في الانتفاضة، ولم يعلن تأييده للشرعية وجيشها الوطني كموقف مناسب وصائب ومطلوب لتخليص اليمن من جماعة الحوثي الإجرامية؛ وذلك بحجة مراعاة الأسرى أشقائه وابن عمه في سجون الحوثي، وخوفه على حياتهم !!
يحيى صالح يعلن تأييده لإيران ويشيد بحزب الله اللبناني بعد مقتل عمه، وذلك بحجة مغازلة الحوثي ومراوغته كي يطلق الأسرى من سجونه شقيقه وأبناء عمه !!
يحيى صالح يتواصل مع فائقة السيد بعد لقائها بالصماد، ويترجاها بأن تجعل تأييدها لمقتل عمه وعودتها لمزاولة عملها مقابل أن تفرج جماعة الحوثي عن شقيقه وأبناء عمه !!
يحيى الراعي يعقد جلسة في مجلس النواب ويتحدث أنه طلب من الصماد الإفراج عن الأسرى من عائلة صالح وجعلوا ذلك مبررا لتأييدهم للحوثي وتلبية مطالبه وموالاتهم له !!
اعضاء اللجنة العامة للمؤتمر جناح صالح جعلوا الإفراج عن الأسرى من عائلة صالح هو مبرر مساندتهم للحوثي والوقوف معه.
يؤيدون الحوثي ويساندونه ويراوغونه بمبرر أنهم يسعون للإفراج عن الأسرى من عائلة صالح … عذر أقبح من ذنب.
لم يهمهم صنعاء الأسيرة كلها بيد الحوثي يعذبها في سجنه وينكل بها ويسومها سوء العذاب، لم يهمهم اليمن وتخليصها من الانقلاب والمشروع الإيراني، لم يهمهم دماء صالح ودماء كل يمني أراقها الحوثي، لا يهمهم كلما يفعله الحوثي باليمن واليمنيين من افقار ونهب وطغيان واستبداد …. يهمهم فقط الإفراج عن عائلة صالح من سجون الحوثي.
مدين وصلاح نجلي صالح ومحمد نجل شقيقه هم القضية الهامة والوحيدة والرئيسية والكبرى.
سيفعلون كلما يريد الحوثي من أجل إطلاق عائلة صالح.
ما الذي ستقدمونه للأسرى من عائلة صالح بمواقفكم السلبية وتنازلاتكم الكبيرة ؟
هل أنكم إذا ساندتم الشرعية تخافون أن يقوم الحوثي بقتل الأسرى من عائلة صالح؛ ولذا اضطررتم لمساندة الحوثي ومراوغته من أجل أن تمنحوا أولئك الأسرى الحياة وتنقذوهم من الموت ….. الموت بيد الله وليس بيد الحوثي، ولو كان الموت بيد الحوثي لعبدناه من دون الله.
أم أنكم بتنازلاتكم ومواقفكم هذه تريدون إخراج الأسرى من سجون الحوثي واضطهاده وتعذيبه؛ لكي يتجهوا خارج اليمن ويعيشوا في الفنادق الفارهه والفلل الضخمة ويتابعوا مشاريع واستثمارات صالح …. السجن أشرف لهم مما تريدون، أن يظلوا في السجن أحرارًا رافعي الرؤوس أفضل من أن يخرجوا منه أذلة صاغرين عبيد فارين مستسلمين.
كان المفروض على يحيى صالح أن يتحرك نحو المجتمع الدولي ومنظماته، ويطرح عليهم قضايا الأسرى والمختطفين والمعتقلين في سجون الحوثي، ويسعى للإفراج عنهم عبر مساندة دولية مدعوما بقوانين الأسرى والحريات والحقوق الإنسانية.
كان الأحرى على أحمد علي، ويحيى أن ينطلقوا لجبهة نهم ويشاركوا في تحرير اليمن وصنعاء ويساهموا بصنع الانتصار العظيم الذي سيحرر اليمن كلها من الحوثي ويحرر كل سجين ومختطف وأسير .
لمدة ثلاثة أعوام وناصر منصور هادي في سجون الحوثي، والرئيس هادي شامخ شموخ الجبال مواصل الكفاح لا يهين ولا يلين ولم يتنازل للحوثي عن تحرير اليمن مثقال قيد أنملة.
وأبناء صالح وشقيقه لهم شهر في سجن الحوثي، وقد قدم أحمد علي ويحيى واتباعهم كل التنازلات من أجل إطلاقهم.
هنا يتضح الفرق بين من ينظر لليمن كمشروع وطني ومن ينظر إليها كمشروع شخصي.