الذي أبداه بعض أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر جناح صالح في صنعاء، والذي أعلنوا فيه تعيين صادق أمين أبو راس كرئيس للمؤتمر، واتخذوا موقفًا يخدم جماعة الحوثي ويلبي رغباته وسياسته المتمثلة في استنساخ حزب المؤتمر، هذا الموقف كان جميلًا جدًا من حيث انعكاسات ردود الفعل المؤتمرية ضده، إذ إنه كان سببًا لشبه انتفاضة مؤتمرية ضده وغضب مؤتمري عارم توحدت فيه قواعد المؤتمر بالرفض والاستنكار، والتبرؤ من أولئك والالتفاف حول فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي باعتباره رئيسًا للحزب والرجل الأول فيه، فهو القائد للمؤتمر باستحقاق تنظيمي وهو الأول ولا سواه، وكل مؤتمري سيصطف خلفه.
ردود الأفعال المؤتمرية المتمثلة بالبيانات الصادرة من فروع المؤتمر المختلفة في أغلب المحافظات جنوبًا وشمالًا، بالإضافة إلى الرفض المطلق لقواعد المؤتمر لذلك الموقف الذي اتخذته بعض القيادات في صنعاء والدعوة للاصطفاف خلف الرئيس هادي كرئيس للحزب، قد كشف لنا أن قواعد المؤتمر أصبح أغلبها وسوادها الأعظم يؤيد الرئيس هادي، وأن المؤتمر سيظل موحدًا لن يؤثر عليه أي انشقاق في القيادات، إذ إن أي انشقاق سيحرق من قاموا به ويجعل المؤتمر يلفظهم إلى خارجه كما يلفظ البحر بالميتة، فقواعد المؤتمر أصبحت تدرك أن أي موقف مؤتمري لا يساند الشرعية ولا يقف خلف الرئيس هادي كرئيس للحزب هو موقف خطأ يجب الوقوف ضده والتبرؤ من الذين يتخذونه، وأن هذا الموقف أيضًا سيكون سببًا لتجزئة المؤتمر وانقسامه وانحرافه عن مساره الوطني وثوابته الداخلية، وهو الأمر الذي أصبحت اليوم القواعد ترفضه بشدة.
المؤتمريون قد فهموا الدرس جيدًا، ولن يسمحوا بارتكاب أي خطأ يقسم المؤتمر.
صالح ارتكب خطأ عندما تحالف مع الحوثي، وعندما قام بتشكيل قيادة مؤتمرية مستبعدًا فيها القيادات المستحقة تنظيميًا كالرئيس هادي والدكتور الأرياني، وتعيين قيادات مكانهم كصادق أمين أبو راس نائبًا له، وهو الذي أصبح اليوم أول من يخون دمه ويصعد نفسه مكانه ويتخذ موقفًا يوالي فيه الحوثي وينقلب على موقف صالح الأخير الذي قتل على إثر اتخاذه، وعندما اختلف صالح مع الحوثي عرفت القواعد المؤتمرية التي كانت مناصرة له، أن صالح أخطأ بتحالفه مع الحوثي ضد الشرعية ورئيسها هادي، وأن صالح أخطأ أيضًا عندما قام بتشكيل قيادات للمؤتمر في صنعاء استبعد من خلالها الرجل الثاني في الحزب وهو الأرياني والرجل الثالث وهو الرئيس هادي، ولهذا عرفت قواعد المؤتمرية أن الدولة الشرعية ورئيسها هادي موقفها صائبًا ويجب الوقوف اليوم معها، وأن مؤتمر الشرعية الذي يقوده الرئيس هادي هو صاحب الموقف السديد، ويجب على المؤتمريين الوقوف معه.
هادي يعتبر اليوم هو الرجل الأول في حزب المؤتمر، وليس هناك أي شخص يستحق قيادة المؤتمر غيره.
لا تقلقوا من موقف أي قيادات مؤتمرية تناصر فيه الحوثي أو تتخذ موقفًا غير مساند للشرعية والرئيس هادي، فقواعد المؤتمر ستقف ضد أولئك وستحرقهم وترفضهم وتتبرأ منهم، وستعتبرهم خونة ضعفاء نفوس، عملاء أغبياء منقلبون على الوطن ومصلحته العامة والمؤتمر وأهدافه السامية.
لقد عرف اليمنيون أن هادي هو صاحب الموقف والمسار الذي يخدم الوطن، ويصب في مصلحة اليمن.
ولقد عرف المؤتمريون أن هادي هو صاحب الموقف والمسار الذي يعبر عن أهداف وثوابت المؤتمر الوطنية، والذي يخدم المؤتمر ويحافظ عليه ويعمل لخدمته.