ليس هناك أي عذر أو مبرر ألتمسه لصادق أمين أبو راس عندما صعد نفسه رئيسًا لحزب المؤتمر واتخذ موقفًا يخدم فيه جماعة الحوثي ويستسلم لهم، فإن قلنا اتخذ ذلك الموقف مكرهًا وتحت تهديد السلاح، فالرجال الوفية والقوية والقيادات الفعلية لا تستسلم لأي إكراه وضغوط وتهديدات مهما كانت النتائج، وإنما الذي أستطيع أن نقوله، إن صادق أبو راس بهذا الموقف يعتبر ليس وطنيًا لأنه خان الوطن ووقف ضده، ويعتبر ليس مؤتمريًا لأنه خالف مبادئ وثوابت وأهداف حزب المؤتمر، ويعتبر ليس وفيًا لأنه خان دماء رفاق دربه صالح والزوكا.
وأحيانًا ألقي اللوم على صالح، فلو كان صالح ربى رفاقه كصادق أبو راس ومن معه على الوطنية وعلى أن المؤتمر حزب وطني ولم يجعلهم يؤيدونه عندما تحالف مع الحوثي ضد مصلحة الوطن وثوابت ومبادئ حزب المؤتمر، لما اتخذ أبو راس اليوم موقفًا ضد الوطن وضد المؤتمر وضد الموقف الأخير لرفيقه صالح الذي قتل بسبب انتفاضته ضد حليفه الحوثي في منزله بصنعاء.
أخطاء صالح المتمثلة في جعل رفاقه ينظرون إلى الوطن أنه مصلحة صالح، وينظرون إلى ثوابت وأسس حزب المؤتمر بأنها رغبة صالح، هي من جعلت صادق أبو راس ومن معه ينظرون إلى الوطن والمؤتمر بأنه مصلحة الحوثي.
من وقفوا مع صالح عندما تحالف مع الحوثي، لا تلوموهم عندما وقفوا ضد صالح بعد مقتله واختلافه مع الحوثي، اللوم على صالح.
كأنني أتخيل صالح والزوكا بعد مقتلهما، وهما يقولان لصادق أمين أبو راس الله المستعان عليك يا شيخ صادق، إلى هذا الحد تتهاون بدمائنا وتتخذ موقفًا تساند فيه قاتلنا وتنصب نفسك رئيسًا للمؤتمر، ويذكرانه ببعض المواقف ومنها:
عندما عاد صادق أبو راس من الرياض بعد تلقيه العلاج إثر ما حدث له في جامع النهدين، وقع له استقبال كبير في صنعاء، وكان عارف الزوكا رئيس لجنة الاستقبال وبذل جهودًا كبيرة وجعل صور أبو راس تغطي شوارع صنعاء، وعندما وصل إلى صالح استقبله بالأحضان بحرارة وتم التقاط صورة مؤثرة حينها لصالح وصادق أبو راس أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي.
لو يتذكر أبو راس هذا الموقف فقط، لما خان دماء رفاقه صالح والزوكا.
صالح استبعد الدكتور عبدالكريم الأرياني عندما كان مستشاره السياسي، لأن الأرياني كان يقدم له ببعض النصائح المتعلقة بمصلحة الوطن والمؤتمر ويرفض بعض مطالب صالح المتعلقة بالذات والمخالفة للواقع، وجعل صادق أمين ابو راس يحل محل الأرياني لأنه كان يطبق ما يريده صالح ويقوله بالحرف الواحد.
فكان صالح يرسل أبو راس مندوبًا له في أي مفاوضات وحوار ونقاشات سياسية كالتي حدثت بين وصالح وأحزاب اللقاء المشترك، والتي كان أبو راس يأتي متعصبًا لا يلين ولا يتنازل عن ما يقوله له صالح إطلاقًا.
كان صالح يثق كل الثقة بأبو راس، وعلى إثر تلك الثقة جعله نائبًا له في رئاسة حزب المؤتمر عندما شكل ذلك التشكيل الخاطئ لتوقعه أنه لن يختلف عن موقفه أبدًا، ولكن للأسف اختلف أبو راس الذي جعله صالح نائبًا له، وخان دماء رفيقه وأعلن نفسه في مكانه رئيسًا للحزب متخذًا موقف يساند قتلة صالح.
أخطأ صالح عندما جعل أبو راس نائبًا لرئيس حزب المؤتمر واستبعد الأرياني والرئيس هادي، وهو بذلك قد خالف لوائح المؤتمر وحوله بنفس الوقت حزب ضد الوطن من خلال تحالفه مع الحوثي ضد الشرعية.
أبو راس يعتبر أمينًا عامًا مساعدًا للمؤتمر، ولا يحق له أن يكون نائبًا أو رئيسًا للحزب.
الرئيس الفعلي لحزب المؤتمر هو الرئيس هادي حاليًا.
بعد مقتل صالح الذي كان رئيسًا المؤتمر، ورحيل الأرياني الذي كان نائب رئيس المؤتمر، فإن الرجل الأول في المؤتمر حاليًا هو الرئيس هادي الذي كان أمينًا عامًا للحزب، وهو الذي سيكون رئيس الحزب ولا يحق لمن تحت هادي كالأمناء العموم المساعدين أن يتجاوزوه ويعلنون أنفسهم رؤساء للمؤتمر.
تشكيلة صالح التي صعد بها أبو راس نائبًا لرئيس المؤتمر مرفوضة.
تشكيلة قيادة المؤتمر التي يجب أن ننظر اليها اليوم، هي تلك التشكيلة التي كانت قبل خلاف صالح وهادي في عام 2013 وهي كالتالي:
صالح رئيس المؤتمر.
الأرياني نائبا.
هادي أمينًا عامًا.
بعد مقتل صالح ورحيل الأرياني فإن هادي هو الذي يعتبر رئيس المؤتمر والرجل الأول فيه حاليًا، وعلى جميع المؤتمريين أن يقفوا مع هادي ويصطفوا خلفه.
0