مناسباتنا الثقافية وحتى الاجتماعية وسيلة للتقارب واللقاءات بينك وبين الأصدقاء الذين قطعت بينك وبينهم مشاغل الحياة اليوم وهذا ما حصل معي في معرض الفنون التشكيلية الرابع الذي دعينا له من قبل الفنانة التشكيلية نورة الزهراني إحدى المشاركات المبدعات بلوحة فنية استوقفت الكثير من الزوار لاشتمالها على رموز من الحضارة السبأية وحروف المسند السبأي ( سبأ ) وتشرفنا بالحضورأنا والزميل الأخ الدكتور أحمد قران أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الملك عبد العزيز وغاب عنا وقتها الزميل الشاعر علي المنكوتة لظروفه الخاصة وقد سرنا اللقاء براعي هذه التظاهرة الفنية إنه الفنان المعروف طه الصبان الذي كرم الفائزات بالمراكز الخمسة الأولى بدروع تذكارية إلى جانب المشاركات بشهادات ومجموعهن خمسين فنانة تشكيلية درجت جليري نسما سنويا على إقامة هذا المعرض تحت اسم ( معرض مبدعات ) من بينهن عشرين فنانة موجودات على الساحة وثلاثين مبدعة من التشكيليات الجدد برعاية فنان كبير أو أحد رجال الأعمال .
أعود فأقول لقد كان لحضوري طعمه الخاص عندي حيث التقيت بالصديق أحمد الشمراني المدير الإقليمي السابق للبنك العربي بالباحة والتقيت بمن أسمع به وباسمه اللامع والثناء العاطر عليه ولم أقابله من قبل إنه المشرف على المعرض صديق الفن التشكيلي وربان سفينة معرضه الخاص بالفنانات التشكيليات محمد العبلان الغامدي الذي ربطتنا بهم مؤخرا صلة رحم مع ابن عمه عمدة بلدة الجادية بالباحة فكان نعم المستقبل والمتابع والصديق والمودع لزوار معرض هؤلاء الفنانات التشكيليات اللاتي توافدن من أنحاء المملكة إلى جانب منطقة مكة المكرمة بما فيها محافظة جدة مقر إقامة المعرض الذي شهد افتتاحه أكثر من مائة شخص بين فنانين ومتذوقين وعائلات وآلمني أن المعرض شهد غيابا من وسائل الإعلام للأسف رغم أنه حفل بالجديد والمفيد في هذا الفن الذي أصبح محط أنظار الكثير من المشتغلين بالساحة الثقافية والأدبية .
وأنا أعتب على مراسلي الصحف الورقية والإلكترونية وخاصة من ينتمون للصحافة الفنية والثقافية وملاحقها والمجلات المصورة لأن في حضورهم تشجيع لهؤلاء الفنانات التشكيليات اللاتي تباين سنهن بين شابات وكبيرات السن اللاتي لم يثنهن العمر عن ممارسة هذه الهواية بل وقدمن لوحات فنية إبداعية في كثير من مدارس الفن التشكيلي المعروفة استوقفت زوار المعرض بشيء من التأمل والتحليل وطرح الأسئلة على كل فنانة وقفت بكل شموخ أمام مشاركتها وكان من بينهن الفنانة التشكيلية جميلة الغامدي التي شاركت من الباحة والتي التقيتها في المعرض بعد انقطاع دام عدة سنوات مذ شاركت معنا في إحد ملتقيات الرواية التي أقامها النادي الأدبي وكانت مشاركتها فاتحة خير لأن تواصل عطاءها ومشاركاتها وكانت تثني على تشجيعنا لها حين أقامت أول معرض خاص له .
كنت أتمنى أن تكون المشاركات للجنسين حتى يكون هناك شمولية في تنوع الاتجاهات بين إبداع الرجل والمرأة ومدارس الفن التي ينتمي لها كل فنان وفنانة وأن يكون المكان أوسع لعرض اللوحات ولابأس أن تقام محاضرة في يوم من الأيام التي يقام فيها المعرض وأن يتبنى رجال وسيدات الأعمال في جدة بالذات والفنادق وقاعات الاحتفالات وحتى المباني الحكومية والمستشفيات وغيرها اقتناء اللوحات من باب التشجيع والتحفيز وتعليقها على جدران تلك المنشآت لاسيما وأن هذا الفن له علاقة بالأدب أيضا من خلال وضع بعض اللوحات الفنية على واجهات الكتب التي تصدرها الأندية الأدبية أو حتى المؤلفون من باب الدلالة على ما بين دفتي الإصدار شعرا كان أو رواية أو قصة أو كتب فكرية ودراسات أدبية فالفن التشكيلي صديق الفنون الأخرى التي تسكن قبة الفنون السبعة المعروفة .
من هنا فإني أشيد بالفكرة وجمال تنفيذها والإشراف عليها ورعايتها وأشكر كل فنانة تشكيلية خلقت جوا من الخيال وحلقت بالزائرين في فضاءات الريشة واللون وجعلتهم يشاركونها التفكير والتحليل.
ختاما أدعو الصحف الورقية والإلكترونية لأن يقوموا بزيارة المعرض وإجراء حوارات مع المبدعات ويشهروا أعمالهن الفنية لما في ذلك من تعاون وتشجيع لمستقبل أكثر إشراقا وأكثر إبداعا بأنامل ذهبية سعودية يشاركن بعقولهن النيرة ويترجمن إبداعهن بلوحات فنية ووطنية واله من وراء القصد .
تلويحة وداع :
إهتموا بالفنون التشكيلية فهي قادمة بقوة كما هي الرواية بالنسبة للأنساق الأدبية شجعوا المواهب إدعموا المحترفين والمحترفات في هذا الفن البصري فلهم بصمات جدارية واضحة بمساحات متنوعة فلا تحرموهم المؤازرة ماديا ومعنويا وإعلاميا .