كم كانت سعادتي كبيرة وغامرة وأنا أشاهد العوائل السعودية وهي تحث الخطى نحو ملعبي الجوهرة بجدة، واستاد الملك فهد في الرياض، وتزيِّن بحضورها الراقي والأنيق مدرجات الملعبين، في مشهد تُقنا إلى رؤيته منذ زمن طويل، وظل حلمًا يراود الأسرة السعودية أسوة ببقية بلاد الله التي لا تقيم الحواجز بين الرجال والنساء في أمور هي من المباحات، ولا حرج في التعاطي معها، طالما أن السلوك العام منضبط، وملتزم بأصول الشرع الحنيف، ومراعيًا للآداب العامة والأعراف والتقاليد في وطننا الحبيب.
إن هذا الحدث التاريخي يمثل علامة مهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية عمومًا والقطاع الرياضي على وجه الخصوص، وما كان له أن يتجسّد واقعًا لولا حكمة وبعد نظر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله وأيدهما، كما كان الدور الكبير لمعالي الأستاذ تركي آل الشيخ، المستشار في الديوان الملكي، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، الذي استطاع أن يبدد كل المخاوف التي أبداها البعض حيال تطبيق هذا القرار، فجاء التنظيم كأبدع ما يكون في كلا الملعبين، وشاركت فيه المرأة السعودية بحنكة واقتدار، وأعطت صورة حضارية لماهية الوعي الذي تتمتع به المرأة السعودية، فقد أظهرت قدرة عالية في إدارة هذه التجربة الأولى، بشكل أوحى للجميع وكأنها صاحبة خبرة طويلة في هذا المجال، فكان الحضور رائعًا، والدخول إلى الملعبين سلسًا، والتفاعل جميلاً، والفعاليات المصاحبة للعوائل مبهجة، ويمكن وصف الصورة الإجمالية لذلك المشهد أنه كان “مدهشًا” بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
ومما زاد من بهجة تلك اللحظات الرائعة، هو حضور صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، وكيلة هيئة الرياضة، لتضرب بذلك المثل والقدوة للمرأة السعودية، وتفتح الباب أمام كل الراغبات في الحضور لاجتياز حاجز الخوف والرهبة والتردد، بخاصة وأنها قد أكدت ذلك في سياق كلماتها المضيئات التي وجهتها للقيادة الرشيدة ولرئيس هيئة الرياضة معالي الأستاذ تركي آل الشيخ، قائلة لهم: “أدخلتم السعادة في قلب كل عائلة وامرأة سعودية، وما حدث بالأمس كان لحظة تاريخية”.
من المؤكد أن المملكة قطعت بهذه الخطوة شوطًا مهمًا في ترتيب المجتمع السعودي بشكل يعيد إليه حيويته، ويفك عنه أغلال الفكر المتعصب والمتطرف، ويترك الخيار للجميع دون قيود غير ما هو ثابت في الشرع ومتفق عليه في العرف الاجتماعي السليم.. فمرحبًا بالمرأة السعودية في ملاعبنا، مساندة للأندية، ومشجعة للاعبين، ومعطية صورة مشرقة عن وطننا الغالي.
كاتب وباحث أكاديمي
ليتك يادكتور حضرت بعائلتك في الملعب وجلست في المدرجات بس من دون لثام على وجهك زي اللي ظهروا مع عوائلهم ملثمين
وقدت تأشر للمصور علشان يلتقط لك صورة تاريخية مع العائلة
صدقني راح تكون سعادتنا اعظم بحضورك