(كان مخصصا للقصاصين من ساكني الباحة وفيهم الراحلة الكبيرة، لكن وفاتها صباح الثلاثاء فرض تقديم الحديث عنها)
محمد بن ربيع
هي القاصة الأديبة فاطمة بنت محمد بن صالح بن منسي الغامدي، أبوها رحمه الله رجل كريم نبيل من رجالات التربية في الباحة جمع إلى وعيه التربوي وعيا ثقافيا شاملا مكنّه من توفير بيئة ثقافية صحيّة بان أثرها على التكوين الثقافي لأبنائه جميعا وخاصة الراحلة الكبيرة التي قفزت بها قدراتها الثقافية إلى مقدمة كتّاب القصة وإن تنكرت لها الأضواء ومنصات التكريم، ولعلها تتحمل جزءا ولو يسيرا من ذلك فقد كانت راضية بما تفعل زاهدة في الشهرة مقبلة على كتابة القصة بثقة عالية وإخلاص يندر وجوده.
قرأت لها أول مرّة عندما تقدمت بنص لمسابقة على مستوى المملكة، كنت حينها أشرف على ملف ثقافي في مجلة الباحة استقطب عددا من كتاب القصة في الباحة، وكنت عضوا إداريا في اللجنة المحلية لتلك المسابقة، أشترك مع المرحوم تاج السر في تهيئة المشاركات للمحكمين (د. ناصر الغامدي، أ. خليل الخلايلي، أ. علي صبحية، أ. حسين حماد)، نتحقق من التزام المشاركات بالشروط وننزع عن المشاركة ما يكشف عن صاحبها ثم نسلم النصوص غفالا من كل تعريف، وقد فازت الراحلة الكبيرة بالجائزة الأولى محليا وتم تصعيدها إلى الرياض لتفوز بالجائزة الأولى أيضا.
ما لبثت الراحلة الكبيرة أن أرسلت للمجلة نصها الأول: لا أحب زهرة اللوتس بعد شهرين من فوزها الكبير، ثم توالت نصوصها: بكاء في الظلام، سراب وحلم ومطر، الرجل المثال، النافذة الخلفية، بقايا رجل طيب، كانت تلك النصوص ترتفع بنا وبالملف الثقافي إلى مستويات أفضل لكني تركت الباحة بعدئذ ولا أدري ما حدث للملف بعدي، ولا أعلم شيئا عن نتاج الراحلة الكبيرة، حتى مر عقدان فوجدتها في موقع القصة العربية تنشر جديدها الذي ناهز الستين نصّا ليس بينه مما نشرت في الباحة إلا نص واحد، وعرفت من النبذة المنشورة هناك أنها قد أصدرت مجموعتها الأولى: لا أحد يمنحك قلبه، وتنوي إصدار مجموعتين غيرها علمت من ابنتي أن الحزن الدافئ هي واحدة منها.
كانت الراحلة الكبيرة مثل شهاب مضيء بنفسه مضيء لما حوله، رآه من رآه وغاب عن كثيرين، لكنه أضاء ما حوله ومضى، رحمها الله ورحم والدها العظيم.
3
لا نعرف قيمة من حولنا الا بعد فقدانهم .. هذه صفة العظماء .. انجازاتهم تتحدث عنهم بعد وفاتهم … رحم الله الفقيدة فقد كانت قدوة في التزامها وتعاملها وفي صدقها وصراحتها المتناهية لمن حولها حتى ولو كان اعز الناس لها … ماتت ولكن ذكراها لم يمت بين احبائها .. نسأل الله أن يحفظ أولادها وزوجها فهم الاكثر افتقاداً لها .. اما هي فهي بين يدي غفور رحيم رؤوف بعباده الصالحين .. ندعوا الله ان يجعل ما عانته في مرضها كفارةً لها وان يرفع درجتها في عليين
اللهم ارحمها واغفر لها
وموتانا وموتى المسلمين
قصص معبرةقصيرة ممتعه
تتنقل بنا بين حدائق فكرها وبساتين ثقافتها بعبارات سهله وقريبه من القارئ
رحمها الله
ومن يستطيع نسيان فاطمه منسي معلمة الرياضيات المتفوقه العبقريه والعقل المفكر في زمن الظلام رحمة الله عليها في كل وقت وحين