إذا كنت تقف مع الشرعية ضد الانقلاب الحوثي، وضد المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة العربية، فليس هناك ما يجعلك تساند قناة الجزيرة وتدافع عنها، إذ لم يعد هناك فرق بين هذه القناة وبين قناة المسيرة الحوثية، فكلاهما تعمل تبع توجها واحدا وتخدم الطرف المضاد للشرعية في اليمن، بل إن محاربة قناة الجزيرة اصبح أمرا واجبا، كونه منطبقا مع محاربة الانقلاب والجماعة الحوثية ومشروع إيران.
قيام سلطة الدولة الشرعية بإغلاق مكتب الجزيرة بمحافظة تعز قبل أيام كان أمرا إيجابيا وفي الاتجاه الصحيح، فوجود الجزيرة في المناطق المحررة لا يخدم إلا الحوثي ومشروعه، بل إن طواقم القناة أصبحت مجرد خليات استخبارية وحلقات تواصل بين مشروع إيران الذي تسانده قطر وبين الجماعات الإرهابية والمخربة التي تستهدف وتحارب الدولة الشرعية في المناطق المحررة، وهذا ما يتطلب إغلاق مكاتب قناة الجزيرة في كل المناطق المحررة وليس في تعز فقط.
المستاءون من إغلاق الجزيرة والمتضامنون معها تحت دعوى حرية الصحافة وغيرها، فهؤلاء يدافعون عن وسائل إعلام مشروع إيران وحلفهم، وكان الأحرى أن ينظروا كيف يتعامل الحوثي مع وسائل الإعلام التابعة للشرعية والتحالف في المناطق التي يسيطر عليها، إذ لم يسمح بأي وسيلة إعلامية كقناة العربية والحدث وغيرها أن تمارس عملها في العاصمة صنعاء أو غيرها من المناطق القابعة تحت سيطرة الانقلاب، ولكنه سمح لقناة الجزيرة التي تخدمه وتسانده، وهذا ما يفرضه واقع الحرب على الشرعية بإغلاق مكاتب قناة الجزيرة ومنعها من وصول كل المناطق التي تحت سيطرة الشرعية.
محاربة قناة الجزيرة من صميم الدفاع عن الشرعية، ورفض الفعل القطري الذي تقوم به قطر في اليمن بما يخدم أعداء الدولة الشرعية، يأتي تحت إطار وجوب محاربة الانقلاب الحوثي على الدولة والمشروع الذي يقف خلفه.
الدفاع عن قناة الجزيرة والتعاطف مع قطر يتناقض مع موقف الدفاع عن الشرعية ومحاربة مشروع إيران.