المقالات

إبراهيم آل مسفر .. رحيل (توليشة )

حين يرحل  الطيبون يجف ضرع الأرض  وتغيض  معاني الجمال 
وحين يقطف الموت رجلا  كان سراة وصارية بإتجاه الثقافة والتراث تلتحف الفضاءات السواد 
وتنتهك عذرية صبرنا بحزن لايحتمل
تخنقنا  مرارة الفقد وتلوكنا الأسئلة .
هل حقا رحل حارس المكان؟ ؟ 
الجنوب الحزين  برحيل  إبراهيم آل مسفر يشكي صمت الأماكن لأن الصوت الذي كان يوقظ  التراث  والموروث  والفكر ومعاني الجمال غاض  .
وجف الفكر الذي رسم ملامح ثقافة تربت هناك في  جنبات قرية رجال حتى تحولت فعلا حضاريا تفاخر به مدينته اقرانها 
رحل الرجل الذي كان يلقننا حرفة الإحتفاء بالقرى
   وجفت الطرقات التي توصلنا بإبراهيم على نحو مخاتل
وبموته تشظى جمال كان يطوقنا
حين نزور رجال أو حين نلتقي في محفل تراثي  فنصافح بشاشته وابتسامته  وأنس  حديثه .
رحل صاحب فكرة ( إعمار الديار )  وترك لنا ذكريات  
وأمكنة  وأفعال وحيوات .
لازالت  في أعماق الروح تترنح ابتسامته المزهرة البيضاء  كطوق الياسمين 
ولازال  في آذان من عرفوا  إبراهيم  بقايا حديث  لايمل عن القرى  والمساريب وغناء  الصباحات وأهازيج الرعاة  وبقايا توليشات ورقصات ودندة على إيقاع الطبول.
ومع هذا فنحن سنحتار كيف سنرشد  الأجيال  والأماكن  نحو الهوية  نحو التراث ونحو الطريقة المثلى للإحتفاء به
؟؟ ولن نجد من يوقظ التاريخ بعد رحيل إبراهيم الذي تعطلت به   البوصلة و أجبرالقرى  والبيوتات والرقصات أن تتلفع ثوب الحزن 
  يالتلك الأماسي  التي جعلتنا  نعرفك  ياإبراهيم !!!
ويالتلك اللحظات المملوءة بعبق التراث الممتزجة بتعب  إبراهيم وهو يروي لنا في هداة الليل البهيمحكاية أثر  وكفاح  ومشاريع وأمنيات لاتذوي
رحل من كان هاجسه تعميق  التراث  والهوية  حتى تحولت أسلوب حياة
رحل من كان مؤمنا بأن الوطن يستحق  كل تعب مظن
وكل جهد نبيل يفضي إلى منجز لتطمئن ياصديقي ان منجزك بات يطاول الجبل الذي سيرقد جسدك تحته لكنه سيظل منتصبا  رغم أنف الرحيل.  
يالذاكرتي  التي لاتتوقف عن أن تستحضر إبراهيم في كل ركن من قرية رجال وهو يجول بنا  في منعرجاتها  ومساريبها  التي هي الآخرى اوجعها فقد وقع خطى إبراهيم 
وانهكها تذكر صوته  ونداءه وحداءه بصوت يتعتق بالموروث 

رحل إبراهيم تاركا الحزن لرجال وللألمعيين  وللمثقفين  ولمحبيه  ولكل من صافح يوما وجهه  الطيب  الذي كان مسفرا بحق   حيث يليق بالذاكرة أن تحتفظ بتلك الابتسامات  وذلك التهلل الذي لايغادر محيا  ابراهيم 
وسنظل  نتخفف من وقع ا الفاجعة بزرع  أحواض  الذكرى ببعض بهاءه  المتناهي 
وفي جوف الليل سنودع دعوات لاتنقطع والكثير من الصلوات لعله يبتهج  بها 
ولعلنا نسقي جفاف الرحيل  بما يخفف لوعات فقد ترك لنا وجعا يتعاظم

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button