من البديهي القول بأن الاستقرار الإداري من أهم العوامل المنشودة في تحقيق النجاح لدى أي جهة أو قطاع من القطاعات، وبدون هذا الاستقرار لن يكون للخطط والاستراتيجيات – قصيرة المدى أو بعيدة المدى – أي حظ أو فرصة للتحقيق على أرض الواقع.
والمتأمل لمسيرة الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة الدكتور عادل عزت، منذ انتخابها خلفًا لـ”اتحاد عيد” أنها ظلت في تقلبات إدراية وإحلال وإبدال، فلا صناديق الانتخاب قدمت العنصر الإداري المنسجم في مجلس إدارة الاتحاد، ولا التعيينات التي قام بها رئيس الاتحاد أنهت هذه المعضلة، حيث شهدنا حتى الآن (9) تغييرات في جسد الاتحاد، بما يشي ويكشف عن عدم استقرار واضح. بخاصة وأن بعض العناصر التي غادرت المشهد الرياضي المختص بالمنتخب السعودي لم يكن بديلها يتمتع بذات السمعة والمكانة الرياضية التي لسلفه، وأخص في ذلك الكابتن ماجد عبدالله، الذي أنيطت به مسؤولية مدير المنتخب الوطني، ولكنه لم يستمر في منصبه سوى بضعة أشهر لا تتجاوز في الحساب أصابع اليد الواحدة، في وقت نتطلع فيه إلى ظهور مشرف لمنتخبنا في كأس العالم بروسيا وقد تبقت أشهر معدودات فقط. وغني عن القول إن شخصية بحجم وكاريزما الكابتن ماجد عبدالله كان حريًا بإدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم أن تكون حريصًا عليها، لاسمها الرنان، وتاريخها الباذخ، وليس وجودًا شرفيًا لمنصب بلا قدرة تنفيذية، بخاصة وأن ما يدور من أسباب حول استقالة الكابتن ماجد لم تكن مقنعة للمتابع الرياضي، ليترك الباب مفتوحًا لمزيد من الشائعات والأسئلة القلقة.. والحال نفسه مع الكابتن سامي الجابر، الذي أبعد من منصبه كعضو لاتحاد القدم، وجيء بالأستاذ بندر بن أحمد قطّان، الذي لم تعرف له سابقة عمل أو علاقة بكرة القدم، على المستوى المنظور إعلاميًا على الأقل، ولم يشر الاتحاد في بيان تعيينه إلى الغاية من تعيينه عضوًا في مجلسه، مع كامل الاحترام له..
ومهما يكن من رأي، فإننا نأمل أن تكون هذه التعديلات هي الأخيرة بالنسبة للاتحاد السعودي لكرة القدم، لينعم بالاستقرار المطلوب وفاءً لمتطلبات المرحلة المقبلة، من ضرورة تضافر الجهود من أجل ظهور مشرف لمنتخبنا الوطني في المحفل العالمي الكبير بجمهورية روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى تسيير النشاط الرياضي داخل الوطن بروح التناغم داخل المجلس، ومواجهة التحديات التي تنتظر الاتحاد حيال مشاركات الأندية السعودية في المنافسات الإقليمية المرتقبة.
0