اللواء عبدالله سالم المالكي

العلاقات السعودية الكويتية – نظرة تفاؤلية

يتوهم جاهل أن تغريدة مسيئة أو مقالاً لا مسؤول سينسف العلاقات السعودية الكويتية في غمضة عين !
وما علم ذلك الأهوج أن العلاقات السعودية الكويتية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ لن يضرها مماحكة جاحد أو لغط حاقد.
ولهذا وغيره نقول: إن العلاقات بين الشقيقتين تنفرد بمميزات خاصة سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، مدعومة بسياسة متزنة متسمة بالعقلانية والحكمة في معالجة القضايا ونبذ الخلافات.
وتسير العلاقات السعودية الكويتية بخطى ثابتة مدروسة على امتداد تاريخها الطويل منذ الدولة السعودية الأولى، ومرورا بالدولة السعودية الثانية واستمرارا إلى هذا العهد الزاهر الميمون المليء بالأحداث والتطورات، كل ذلك بفضل حكمة وحنكة القيادة الرشيدة في كلا البلدين الشقيقين.
وتعتبر دولة الكويت من أوائل الدول التي زارها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- بعد أن أرسى دعائم حكمه في دولته الفتية عام ١٣٢٠ هـ وتبعتها زيارة ثانية عام ١٣٣٥ هـ وأعقبتها زيارة ثالثة عام ١٣٥٦ هـ، كما شهد عام ١٣٤١ هـ توقيع أول اتفاقية ثنائية بين البلدين لإنشاء منطقة محايدة ورسم الحدود المشتركة بين الدولتين.
وفي عام ١٩٩٠ م جسـد الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- أروع المواقف الأخوية الشجاعه بين البلدين إبان الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت وتدخل يرحمه الله بقوة لصد الهجوم العراقي وقال كلمته المشهورة: (( إذا راحت كرامة الكويت راحت كرامة السعودية )) كما أن المملكة رفضت منذ البداية ذلك الاحتلال كما رفضت إحداث أي تغيير في حدود الكويت وهيأت للتحالف الدولي الأرضية اللازمة والدعم اللوجيستي والمشاركة الفاعلة في تحرير الكويت، بل وجسد الشعب السعودي الكريم أروع الأمثلة باستضافة الأسر الكويتية داخل منازلهم في جميع مدن المملكة العربية السعودية. وبرز للعالم أجمع التضامن الحقيقي الوثيق بين المملكة العربية السعودية والكويت حكومات وشعوب في أبهى صوَرِه.
وفي عهدنا الحاضر وانطلاقا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت -حفظهما الله تعالى- لم يقتصر مجال التعاون بين البلدين على الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية فقط بل تجاوزه ليشمل جميع المجالات الثقافية والرياضية والاجتماعية والفنية.
ولكن أعداء النجاح ودعاة الفتنة يحاولون بكل ما أوتوا من قوة شق عصا الصف وإشاعة الفوضى، ونشر الإشاعات والمراهنة على استمرار العلاقات متينة بين الدولتين لكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button