د. عبدالله التنومي

إلا السعودية ياشرفاء اليمن !!

بعض الكتاب اليمنيين أفكارهم حسب التخزين.

فتارة ينظرون أنهم عبيد استعمار داخلي وخارجي، وتارة ينظرون أنهم أحرار وأبطال وليس لأحد عليهم فضل، وتارة يرون أنهم يستطيعون أن يأمرون ملوك السعودية وشيوخ الإمارات، ويكتبون ما لا يفعلون وأثناء التخزين في كل واد يهيمون.

وبعد أن ينتهوا في أنفسهم يستهزأون، فهل هذا هو الخسران العظيم؟

في عام ٢٠٠٤م زارت مذيعة MBC تنوري اليمن للقاء الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وقد أحسن وفادتها وضيافتها، وهذا من عادات أشراف العرب على مر العصور وقد طرحت عليه تنوري سؤالا عريضا جدا بقولها هل تتخذون قرارات هامة أثناء تخزينكم القات فابتسم، وأجاب بالنفي موضحا أن التخزين لقاء اجتماعي ودي؛ لطرح الرؤى وتقضية الوقت ومن خلاله نحس أننا نبني قصورا من خيال، وبعد الانتهاء من التخزين نترك كل شيء في مكان المقيل ولا نعتمد أي شيء منه.

فكنت أتمنى من كتّاب اليمن المخزنين الصغار أن يحذوا حذو رمزهم علي عبدالله صالح.

فكونهم يشككون في إخوانهم أهل الخليج بأن لهم مطامع في اليمن، فأخبروني ماهي تلك المطامع التي لم يستغلها ويخرجها حمير ومذحج وسبأ أو شداد بن عاد أو بلقيس والملكة أروى أو حتى الإمام أحمد والسلال وعفاش.

أين هذه الكنوز التي تطمع فيها السعودية والإمارات.
من الذي مر عبر العصور، ونسي تلك الكنوز من آبائكم وأجدادكم، وتركها ليأتي الخليج ينهبها.
ولماذا يهاجر اليمنيون لكسب العيش في السعوديه والإمارات ويتركون تلك الكنوز التي لاتوجد إلا إذا وجدت تخازينكم مع شياطين أنفسكم.

أيها المتصيحفون وإذا سمحتوا لي
أود أن أسألكم لو قرر التحالف العربي رفع يده عن اليمن بسبب بشاعة ما تظنون ثم التقى الجمعان الحوثي والعيدروسي ماذا أنتم فاعلون ؟!

هل تعلم أن مصروفات السعودية لإعادة الشرعية في اليمن وصلت حوالي ٣٠٠ مليار دولار، ثم تأتون باتهامها والإمارات بمطامع غير موجودة على خريطة الفكر البشري.

صدقوني أنه من سعدكم أن تقوم السعودية والإمارات بمشاريع سياحية؛ وتجارية لتنهي البطالة بين أبناء الشعب اليمني، ولكن يبدو أنكم لاتعرفون التضحيات ونصرة الجار وكرم العروبة.

فهل نذكركم بوفاء السمؤال في منطقة خيبر وبشجاعة عنتر شمال المدينة المنورة، وبكرم حاتم الطائي في منطقة حائل أننا لن نقول إن تلك الأفعال الثلاثة قام بها العربي الأصيل سلمان بن عبدالعزيز الملك السابع لنصرة جاره اليمن.
وعلى شرفاء اليمن الحجر على سفهائهم.

* الباحث في أدب التاريخ الإسلامي والإنساني- جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى