حسن راضي ـ لندن
أكدت منظمات حقوق الإنسان ان القضاء الإيراني وجه تهمة “المحارب لله ورسوله” و”المفسد في الأرض” لعدد كبير من المعتقلين في المعتقلات الإيرانية، الذين شاركوا في الإحتجاجات الأخيرة. وسيواجهون المعتقلون حكم الإعدام في حال إثبات المحاكم الإيرانية هذه الإتهامات عليهم. وقالت منظمات حقوق الإنسان المراقبة لشؤون إيران في التقرير العاجل الذي نشرته على المواقع الإلكترونية الفارسية ان معظم المتهمين بهذه التهمة يقبعون في معتقلات منطقة الأحواز وبلوشستان ومحافظة همدان. مما يعني ان النظام الإيراني يكيل بمكيالين تجاه أبناء الشعوب غير الفارسية، في حال وقعوا في قبضته، إضافة على الإضطهاد القومي والسياسية العنصرية التي تمارسها السلطات الإيرانية بحقهم.
وقال موسى غضنفر آبادي رئيس المحكمة الثورية في طهران، “كل ما إعتقلنا أكثر من المتظاهرين تزداد جريمتهم وتشتد عقوبتهم، لم نعد نعتبرهم متظاهرين يطالبون بحقوقهم، بل هم مجموعات تستهدف أمن البلاد” وأضاف غضنفر آبادي ان تهمة العديد من كان له دور التنظيم وإدارة المظاهرات هي “محاربة الله ورسوله”، وتهمة البعض الآخر منهم تعتبر أمنية، لانهم الحقوا أضرارا جسيمة في أمن وإستقرار البلاد.
ويتم توجيه تهمة “المفسد في الأرض” و”محارب الله ورسول” على المتهم في حال رفع السلاح في وجه النظام الإيراني ويحكم بالاعدام، حسب مادتي ٢٧٩ و٢٨٨ في قانون العقوبات الإيرانية.
وحسب تقارير منظمات العفو الدولية وجميع المراقبين ان الاحتجاجات التي اندلعت في معظم المدن الإيرانية كانت سلمية وطالبت بمطالب محقة ومشروعة، بيد ان النظام الإيراني استخدم القمع المفرط والرصاص الحي لمواجهة المظاهرات، مما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى، لم تعترف إيران الإ بخمسة وعشرين قتيلا. وشنت القوات الأمنية الإيرانية ومليشيات الحرس الثوري حملة إعتقالات واسعة أثناء الإحتجاجات الشعبية وبعدها، وأعتقلت الآف، حسب تقارير شهود عيان وشهادات أهالي المعتقلين. ومارست القوات الامنية الايرانية أبشع أساليب التعذيب بحق المعتقلين في العديد من المعتقلات خاصة في سجن أوين السيئ الصيت في العاصمة الإيرانية، فضلا عن معتقل شيبان ومدينة أيذج في الأحواز ومعتقل كرمانشاه في منطقة الكرد. وكشفت التسريبات من داخل المعتقلات الايرانية ان نحو عشرة أشخاص على الأقل ماتوا تحت التعذيب، إعترفت السطات الإيرانية بثلاثة فقط منهم، وقالت ان بعضهم إنتحر في المعتقلات والبعض الاخر مات نتيجة شدة ندمه وأسفه على المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية ضد النظام الإيراني.
يرجع إستخدام العنف المفرط لمواجهة المظاهرات السلمية وممارسة التعذيب حتى الموت بحق المعتقلين من قبل القوات الأمنية إلى طبيعة النظام الايراني الإستبدادية، وشعوره بالرعب من اي احتجاجات جماهيرية تطالب بتحسين أوضاع معيشتها، فضلا عن المطالبة بالحقوق والحريات الفردية والجماعية التي صادرها النظام الايراني منذ بداية الثورة الشعبية التي إطاحت بالنظام البهلوي عام ١٩٧٩.
وربط النظام الإيراني تلك الاحتجاجات الشعبية بالمؤامرات الخارجية، من أجل تبرير قسوة القمع الذي إستخدمته قوات الامن ومليشيات الحرس الثوري الإيراني.
وشهدت إيران إحتجاجات شعبية عارمة عمت معظم المدن والأقاليم في نهاية العام الماضي وإستمرت لاكثر من إسبوعين. وطالب المتظاهرون بتحسين الاوضاع المعيشية، لكن سرعان ما تبدلت الى مظاهرات وإحتجاجات سياسية طالبت بإسقاط النظام الايراني، على أثر رفض المسؤولون الإيرانيون التجاوب مع مطالب المحتجين المشروعة.