ما كان الشيخ: وليد البراهيم بحاجة إلى أن يفرد له الإعلامي الكبير خلف الحربي مقالًا مذهّبًا بعنوان (عن وليد البراهيم) كونه يتربع على قمة مجموعة إعلامية وثريًا ومن أعلام أسرة بارزة…لكن عندما كان (الرجل) أحد نزلاء فندق (الريتز) متهمًا بالفساد اختفت أقلام المدائح وتوقفت ألسنة التطبيل، وكان أصحابها في سكون يراقبون الأحداث ومجرياتها غير بعيدين عن تلك الساحة التي يتربصون لاستعادة نشاطهم الإعلامي البارز الذي يمارسونه بمهنية احترافية.
وبعد مئة يوم فتحت البراءة والتسوية أبواب (فندق الفساد)؛ لتطلق صراح (البراهيم) وآخرين.. وكان (الشيخ) على موعد مع الترحيب والحفاوة على طريقة الإعلامي الكبير(خلف الحربي)؛ ليستقبل بها رئيس المجموعة الإعلامية التي يعمل في أحد أقسامها مشرفًا…لنقرأ مقالًا قويًا (عن وليد البراهيم) نسج الكاتب فيه ملحمة للمدائح الفريدة التي تدرج فيها من العلاقات التي (تهد الجبال) إلى الشجاعة التي واجه بها التيارات الظلامية…حتى أدخلنا في إمبراطورية إعلامية تفوق وزارات الإعلام العربية.
لا نلوم كاتبنا في مدح (رئيسه) ولا نعتب عليه فيما جاشت به أساريره لكننا نتوقف عند توقيت (المدح) الذي حسبه البعض (تملّقًا) والآخر ظنه (تطبيلًا)، لاسيما أنه أعني المدح جاء لرئيس مجموعة إعلامية بعض إنتاجها لايتوافق مع قيم المجتمع السعودي وبه من المخالفات ما أثار حفيظة المواطن…ناهيك أنّنا بحاجة في هذا التوقيت إلى تأهيل مقالاتنا لتواكب المتغيرات ونروّض أقلامنا للقفز فوق حواجر التلميع لكيلا نستدرج فكر القارئ إلى مزالق التضليل.
فالحرية الإعلامية والتعددية التي نشهدها اليوم لن تسمح للمقالات المشبوهة بالمرور عبر بواباتها دونما تفتيش وتدقيق، ولن تعطي الكاتب مهما كان حجمه مجالًا لتمرير ما لا يسهم في الوعي والتثقيف بمصداقية نقية من كلّ الشوائب.
فإذا كان أستاذنا (خلف الحربي) أعطى لنا درسًا في مقال (الشيخ البراهيم) علينا أن نتعلّم أنه لكلّ (مقام مقال).