تتزايد الحاجة بين حين وآخر في أهمية توفير الحماية للمدارس الحكومية بتعيين حراسات أمنية دائمة على مستوى مؤهل على البوابات الرئيسية للمبنى ؛ بغرض تأمين السلامة لمنسوبي المؤسسات التعليمية من إداريين، ومعلمين، وطلاب، وكل من له علاقة بالعملية التربوية والتعليمية. فقد شهدت المدارس للأسف حوادث مأساوية مختلفة تنوعت في مجملها مابين الاعتداء على منسوبيها بالشتم إلى الضرب المبرح وانتهاء بالقتل ..! وقد يكون ضعف تأهيل الحراس الحاليين سبب من ضمن أسباب التجاوزات المؤسفة، أوقد يكون عدم تعيين حراس جدد للمدارس وهنا الكارثة. على الرغم من ضخامة المخصصات لميزانية الوزارة من جهة، ومن جهة أخرى لتواضع مرتبات الحراس الشهرية .. والتي لا تكلف الكثير من المقابل المادي أصلا. وهي في الآخر ليست بتلك الأرقام الفلكية.
وتتحرك عادة اهتمامات بعض المسؤولين في وزارة التعليم في مثل هذه الشؤون حين وقوع الحوادث على أحد المنتمين للوسط التعليمي. وخاصة أثناء تناقل أحاديث المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. وبعد زوال مظاهر المشكلة تماما تخف حدة التصريحات الإعلامية وكأن شيئا لم يكن. أي أن كل ردود الفعل وقتية في المجمل ! ومما لاشك فيه أن لا تشابه بين المبنى المدرسي والمبنى التعليمي المركزي من حيث الأهمية.وقد تناقلت الأخبار سابقا بضرورة تأمين أفراد الحراسات الأمنية على أبواب المدارس والعمل على البدء في البحث عن آلية التنفيذ .. ولكن كل ما أعلن يذهب سدى وعلى جميع العاملين في الميدان أهمية المزيد من التأكيد على مبدأ الإيمان بالقدر خيره وشره.
إن على وزارةالتعليم حث الخطى وبصفة عاجلة في البحث عن إمكانية التعاقد مع الشركات الأمنية. فالبيئة التعليمية الآمنة مهمة جدا للقيام بالمهام المنوطة بها بكل هدوء واقتدار. بعيدا عن العنف،وعن تلقي التهديدات من أشخاص لايحملون أية اعتبار أو تقدير للمعلم وللعملية التعليمية عموما. فعندما تكون المدارس مقصد لأشخاص فقدوا الاحترام في أنفسهم ، وبالتالي في تقديم الاحترام للآخرين. أو أن تعاني المدارس وخلال أوقات العمل دخول بعض أرباب السوابق ومطالبتهم الملحة للمعلمين بمبالغ مالية بحجج واهية وغير حقيقة من حاجة توفير الدواء أو المأكل . فهل نرى قريبا تأمين جميع المدارس الحكومية بنين وبنات بحراسات أمنية وعلى قدر عال من الكفاءة والاحترافية..؟ أم يبقى الأمر على ماهو عليه..؟