حالة التوحد ليس مرضًا بحد ذاته كما يُشاع، إنما هو حالة اضطراب نفسي وسلوكي وعصبي، فالطفل المصاب بداء التوحد تضعف لديه مدارك التفاعل والتواصل مع الآخرين، وتقل لديه مهارات اللغة والاتصال. فحدة الاضطراب تتراوح على التأثر في قدرة ممارسة الحياة الطبيعية وبين صعوبة الحياة والتأقلم فيُلزم رعاية طبية مؤسسية متخصصة، ويشمل هذا الاضطراب سلوكيات تكرارية واهتمام محدود، أي مثل الاهتزاز بشكل متكرر، وموجة الصراخ والغضب بعدم إعطائه ما يريد، فينتابه شعور في تلك اللحظة بعدم الاهتمام، فيريد حينئذ (الحبس) والغلق داخل عالمه لا يريد الخروج للعالم الموجود.
الخواص الأساسية للتوحد عديدة تظهر في وقت مبكر أي قبل السن الثالثة، ما بعد هذا العمر تقريبًا لا تظهر أي خاصية من خواص التوحد، وأهم تلك الخواص:
• فقد بعض المهارات التي قد اعتاد عليها، مثل: اللعب مع الأطفال؛ إذ فجأة لم يعد يحبذ ولا يريد اللعب، فقط يريد الانعزال.
• عدم تلبية النداء إذا نوديَ باسمه لا يلبي النداء، أي بمعنى يصلك منه إحساس بعدم السماع.
• لا يريد الاندماج مع أحد من أصدقائه، أو أخوته، أو بقية الأطفال، إنما يريد أن يعيش لوحده.
• تعلقه ببعض الأنواع من الأكل ولا يريد غيره ويكره التنويع، وإذ لم يجد ما يريد من أكل يبدأ بالصراخ ولا يأكل إلى أن يؤتى له ما يريد.
• المصاب بالتوحد لا يحب الكلام، ولا يعتمد على الإشارة، ويبدأ النطق متأخرًا بعد السنتين، وأيضًا يتفوه بكلام في غير محله، مثال: يطلب الأكل وهو في الفصل الدراسي.
• نوبات الغضب والصراخ كما ذكرت سابقًا على أقل الأسباب، ولا يختلف معه أين ومتى يكون ذلك الصراخ، في المنزل، أو بالسوق، أو أي مكان، المهم لديه أن يحصل على ما يريده من مطالب، فيصعب السيطرة عليه خارج المنزل.
• قوة التركيز والحفظ لديه بالنسبة للأطفال الآخرين عالٍ جدًا، فهو يستطيع أن يميز أي اختلاف استجد في المنزل، ويستطيع أن يحفظ نصوص كما هي دون أن يدرك ماذا تحتوي تلك النصوص؟ أي لديه قدرات تفوق من في عمره من الأطفال. لكنه يواجه صعوبة في الفهم.
ومن أشهر مصابي التوحد: العلماء (آينشتاين، وتوماس أديسون)، ويُقال أيضًا بأن اللاعب الأرجنتيني (ليو ميسي) هو من المصابين بالتوحد. وهناك دراسات أثبتت بأن كل خمس دقائق يتم تشخيص حالة توحد على مستوى العالم بمعدل يفوق مرض الإيدز والسرطان وداء السكري مجتمعين. لذا علينا الاهتمام بهؤلاء الفئة الغالية علينا وإدخالهم لعالمنا لتخطي سلوكياتهم المضطربة بأساليب طبية مؤسسية متقدمة، كذلك نشر الوعي بين أفراد المجتمع بخصائص التوحد وكيف التعامل معه.
وعلى النطاق العام ضرورة زيادة مراكز تأهيل أطفال التوحد ودراستهم على مستوى المملكة، ليتسنى لهم حياة طبيعية بتدرج من خلال تلك المراكز.
“يوجد قصور في عدد مراكز التأهيل أطفال التوحد بعدد خمس مراكز فقط رسمية، كما نرجو من الجهات المعنية النظر في شأن أطفالنا مصابي التوحد بنظرة حانية، وحاجتهم بشكل خاص وفعال لمشروع الوطني للتوحد”.