القيادة تختلف عن الرئاسة ، فالقيادة موهبة في الأساس ومن ثم يصقلها التعليم ويهذبها التدريب ، فتكون النتيجة قائداً مؤثراً بقوة شخصيته وليس بقوة النظام ، والعكس صحيح فيما يتعلق بالرئيس ، فالرئيس يستمد سلطته من النظام وليس له أي تأثير أو قبول إيجابي تلقائي لدى مرؤوسيه .. القادة نادرون والرؤساء كثيرون ، والمحصلة أن أكثر بيئات العمل الفاشلة هي نتاج الرئاسة ، وبالتالي تنتشر الأمراض الإدارية في البيئة المريضة .. وينعدم الإحساس بالأمن الوظيفي ، وتتقلص الإنتاجية ويتفشى الفساد الإداري والمالي .. ومن الأمثلة على سلوكيات الرؤساء الفاشلين ، أن ذلك الرئيس أو الرئيسة ، يصعد أو تصعد على أكتاف الآخرين ، وإذا حققت إدارته نجاحاً ما عن طريق أحد المرؤوسين المبدعين نسبه إلى نفسه دون خجل أو حياء ، وإذا أخفقت إدارته بسبب أسلوبه وتعامله نسب ذلك الإخفاق إلى الموظفين ظلماً وبهتاناً ، وإذا غاب ذلك الرئيس في دورة تدريبية أو تكليف خارج إدارته ، تشبث بتلابيب السلطة التي سيفتقدها في غيابه ، فيظل طوال غيابه عن إدارته ، مهووس بالتفكير في ممارسة سلطته بالرغم من إعفائه منها حسب النظام ، بعد أن تم تكليف غيره بأداء العمل من قبل الإدارة العليا ، ومع ذلك نجد المسكين والمريض نفسياً بحب ممارسة السلطة ، نجده يتواصل باستمرار مع الشخص الذي تم تكليفه بالعمل من بعده ، فيحدد له صلاحيات محدودة ، ويرغمه على الرجوع له في معظم الأعمال اليومية ، ويلزمه بعدم البت فيها مالم يتلقى التوجيه من حضرته !! غريب هذا النوع من البشر الذي أوكل المسؤولية وهو غير مؤهل لممارستها ، فهو يعتقد أن أعمال الإدارة إذا غاب عنها ستتوقف ولن يستطيع أحد تسيير الأعمال سوى سعادته ، ويظن هذا المريض أن غيابه سيعطل أداء الإدارة وبالتالي لابد من الرجوع إليه والاستنارة برأيه وأمره حتى لو كان مكلفاً بعمل آخر أو في دورة أو في إجازة !! هذا النوع من الرؤساء أنا أسميه (( موسوس )) وبحاجة إلى مراجعة مصحة نفسية ، فالإدارة العليا كلفته بعمل خارج عمله السابق ، أو بعثته دورة أو منحته إجازة ، ومع ذلك يصر هذا الموسوس على تفريغ عقده النفسية على من تولى العمل من بعده ، وقد يكون أفضل منه وأكفأ وله قبوله وتقديره وتأثيره على الموظفين وعلى بيئة العمل بما يحقق لها التغيير الإيجابي وإنجاز الأعمال بشكل يتفوق على ماكان في وجود ذلك الموسوس .. إنه الهوس بالسلطة والاستقواء بالنظام الذي منحه المنصب للرئيس ، وليست القدرة والإمكانيات الشخصية والتأثير الإيجابي والكاريزما التي أودعها الله في شخصية القائد .. فحدد أيها المدير ، هل أنت قائد ؟ أم رئيس ؟ فإن كنت قائداً فسر على بركة الله ، وإن كنت رئيساً فحاول أن تتعلم كيف تصبح قائداً .
د . جرمان بن أحمد الشهري .
مقال ابداعي كما عودتنا يا دكتور جرمان وفقك الله ونفع بك
السلام عليكم ورحمة الله
هذا شي نراة وواقعي فى معضم الإدارات
كلامك يا د جرمان جاء فى واقع نتعايش معه
جزاك الله خير…..
رهيب يا رهيب يا أبا وليد . موضوع يجب أن يدرس للموسوسين ليصبحوا قادة . والله ما كتبته كنا نعاني منه . فيأتي الرئيس عندما نحقق نجاحا أو إيجاد خللا في أنظمة اﻷجهزة التي نعمل عليها يجيره لنفسه ويذهب لدول أخرى لديها نفس الأجهزة أو السيستم ليطلعهم عليها للتحديث . ويكسب اﻹنتدابات وشهادات البراءات والتطوير في ذلك اﻹكتشاف ..
ليت ذلك الرئيس يرى موضوعك هذا ليخجل على نفسه ويعلم أنه كان ظالما ..
إخواني الأعزاء ، أشكركم جزيل الشكر على هذا التفاعل الحقيقي والنبض الواقعي لمشكلة إدارية ملحوظة على جميع المستويات ، وفقنا الله وإياكم إلى كل خير .
بارك الله فيك يادكتور جرمان فمقالاتك تلامس المجتمع وهي مشاهدة وبكثره في هذا الزمان.
سلمت الأنامل وبارك الله في قلمك.