تختلف العادات والتقاليد بين مجتمع وآخر ومدينة وأخرى، بل بين القبيلة والثانية وهذا من التنوع المحمود الذي لا مناص عنه فطبيعة البشر تقتضي الاختلاف. ولنا في مجتمعنا عادات وتقاليد راقية يجب تعليمها للأبناء والأحفاد لتبقى وتستمر ويبقى أثرها الجميل ونفعها المتعدي.
في المقابل، وُجِدت عادات كانت مناسبة لزمن سابق أو تحورت عبر الزمن فأصبحت مصدر عناء ومشقة أو غير مناسبة لزماننا هذا ببساطة. وهذه سلسلة آمل أن تكون نافعة لي ولكم – سادتي وسيداتي – القرّاء، تشمل عادات في أحوالٍ شتى مما ينبغي – بنظري – إعادة النظر فيها ولو ضمن دوائرنا الصغيرة كمرحلة أولى ثم ضمن مجتمعنا الخاص فالتغيير صعبٌ على النفوس خصوصًا في مبتدأ أمره.
نبدأ هذه السلسلة بعادات الزواج في وقتنا الحاضر:
من الملاحظ أن معدل سن المتزوجين أصبح في تأخر لاعتبارات عدة من أهمها تكلفة الزواج العالية. في السابق كانت الزيجات بسيطة خالية من التعقيد، تُقام في البيوت والحارات ويساهم فيها الصغير والكبير كلٌ بحسب استطاعته، ثم دخل فينا حب التفاخر فأصبحنا نسمع بالمغالاة في المهور وحفلات الزواج المكلفة الباذخة مع ما يصحبها من إسراف ومخالفة للشرع وسهرٍ حتى الفجر . هذا الميل إلى المغالاة في كل متعلقات الزواج بدأ في الأغنياء ثم أصبح ثقافة لدى المجتمع فأصبحنا نرى من لا يملك ما يكفيه شهرًا يأخذ القروض ويتحمل الديون من أجل إقامة وليمة عرس يشهد عليها القاصي والداني ثم يتجرع مرارتها ويبقى رهين سدادها شهورا إن لم تكن سنوات. كل هذه العادات المستجدة مخالفة للشرع أولاً مجافية لعاداتنا السابقة الراقية ثانيًا فمعلم الأمة ونبيها ﷺ قَرَنَ بركة الزواج بيُسرِ مؤنته أي تكاليفه ولنا فيه ﷺ الأسوة والقدوة في زيجاته ﷺ وفي تزويجه لابنته سيدتنا فاطمة رضي الله عنها.
للحديث بقية .. فإلى الملتقى