اللواء عبدالله سالم المالكي

مآسي الإعلام القطري

وما أكثرها تلك المآسي والخزعبلات التي يندى لها الجبين فقد انسلخوا من عروبتهم، وباعوا دينهم ووطنهم للشامتين والحاقدين بهدف لفت الأنظار وإستدرار العواطف بأخبار مغلوطة ووقائع غير مشهودة.
وفي الآونة الأخيرة وبدعم مباشر من تنظيم الحمدين تولت وسائل إعلامية قطرية الترويج لخبر تأسيس هيئة دولية لمراقبة إدارة المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة يكون مقرها ماليزيا، واختيرت ماليزيا لبعدها عن الدوحة وبالتالي نفي التهمة المثبتة عنهم !! وأنى لهم ذلك فقد غرقوا في الوحل واكتست البـلة بالطين، ومع أن ذلك مجرد تشويش ومشاغبات لا وزن لها ولا قيمة وكلام سخيف لا تسانده قوانين دولية أو أحكام شرعية إلا أنهم ماضون فيه بعد أن سولت لهم أنفسهم والله المستعان على ما يصفون.
ورغم أنها دعوة نكرة وسابقة واضحة الشبهات إلا أنه غاب عن تلك الأبواق الحاقدة أن المملكة العربيه السعودية دولة قوية صاحبة سيادة وقيادة وريادة، وشاء الله لها أن تكون حاضنة للحرمين الشريفين ومحط أنظار العالم العربي والإسلامي.
وللأسف الشديد، فإن مخطط تدويل الحرمين الشريفين مخطط قديم تقوده طهران المجوسية منذ عام ١٩٧٩م من أجل تحقيق أهداف خبيثة فارسية وصهيونية، وتسييس الحج مبدأ أقرته الدول الحاقدة على السعودية من أمثال طهران الخميني وليبيا القذافي، وأخيرا دوحة الحمدين فكلما زاد حقدهم على المملكة العربية السعودية ولم يجدوا سبيلاً للنيل من السعودية منعوا مواطنيهم والقاطنين على أراضيهم من أداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام دون ذنب يمنعهم من التقرب إلى الله، وما علموا أولئك أن الدولة السعودية تستضيف سنويا آلاف الحجاج على نفقتها الخاصة من مختلف بقاع الأرض، وتنفق المليارات من أجل راحة ضيوف الرحمن وتهيئة الجو المناسب لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة.
وقد صرفت المملكة آلاف المليارات على تطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة خلال العقود الماضية، ولا زالت مشاريع الخير مستمرة لتستوعب الحرمين الشريفين أضعاف مضاعفة من الحجاج والمعتمرين والزائرين طبقًا لرؤية المملكة 2030.
ويجب أن لا نستغرب ماتقوم به إيران والدول الحليفة لها من أعمال عدائية ضد المملكة العربية السعودية، فقد دأبت على ذلك منذ عقود، وهي تجند المنشقين وأصحاب الفكر الضال وأرباب السوابق والمخدرات؛ للنيل من الاسلام والمسلمين واستهداف الأماكن المقدسة وترويع الآمنين بها عن طريق تهريب المتفجرات والأسلحة، وأنى لهم ذلك فبلاد الحرمين محمية من المولى عز وجل (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) سورة الحج الآية ٢٥، كما أن القوات السعودية لهم بالمرصاد فلم تنجح عملية واحدة مما خططوا لها، وإن كان قد حدث بعض الفقاعات لجرائمهم فما هي إلا لاستدراجهم وانتزاع الاعترافات منهم والتشهير بهم أمام الرأي العام ! ! !
أخيرًا نحن لا ننتظر ممن يطالب بهذه المطالب العقيمة أن ينقل لنا تفسيراته وأهوائه، فإنا ولله الحمد دولة متفق عليها من جميع دول العالم الإسلامي ولا أدل على ذلك من التحالف الإسلامي الذي لم نجد عناء ومشقة في تأسيسه وانضمام معظم الدول الإسلامية له ورابطة العالم الإسلامية التي تجاوز عمرها نصف القرن، وتتخذ من مكة المكرمة مقرا رسميًا لهاوغيرها من الهيئات الإغاثية العالمية ولم يتحقق ذلك إلا لأن دستورنا كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإنه لا يتوجب علينا اتباع أصحاب الهوى لإرضاء رغباتهم فمن أتى للحرمين الشريفين بقصد أداء المناسك بالشكل الذي أمرنا به الله ورسوله فلن يجد من المملكة إلا كل ترحاب وتقدير حكومة وشعبا ومن يأتي لمقاصد أخرى فسيجد الجواب الرادع من رجالٍ لايخافون في الله لومة لائم وقد أعذر من أنذر.

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button